أخبار السودان :
ظواهر سالبة تزيد تعقيد المشهد
كثيرة هي النقاط الحسنة والظواهر الايجابية التي صاحبت هذه الحرب اللعينة ، وكم هو جميل ومصدر فخر لكل شخص ان يري ويسمع الطريقة الراقية التي تعامل بها الكثيرون وخاصة في الولايات مع أهلهم المهجرين من الخرطوم ، حيث اووهم واحتضنوهم وقاسموهم ليس السكن فحسب وإنما الماكل والمشرب ، وكان عظيما وجديرا بالثناء تصرف العديد من أهلنا في الولايات مع أهلهم القادمين اليهم من الخرطوم ، نعم يستحقون الشكر والثناء ، ومن حقنا ان نفخر بهم ، ونشمخ برؤوسنا عاليا ان هؤلاء هم أهلنا الذين نفخر بهم.
وكذلك شهدت هذه الفترة تكوين جمعيات ولجان اسناد وتقديم خدمات لتخفف عن المتضررين شيئا مما نابهم
لذا فان الواجب يقتضي شكر كل من أسهم في هذا الأمر وعمل على مد يد العون للمحتاجين خصوصا اولئك المتعففين الذين لم يتعودوا السؤال. وفي المقابل هناك أناس والعياذ بالله كانوا اسوا من اي تصور يمكن أن يخطر على البال ، إذ سرعان من ظهر تجار الأزمات ، ومن يتربحون من آلام الناس واناتهم ، واولئك الجشعين المفتقرين لأى أخلاق ، ولا تحكمهم قيم ، ولا ينقادون لأى اعتبارات إنسانية واخلاقية ، إذ تراهم يغالون في تصرفاتهم ، ولا تهمهم معاناة الناس ، ولا يلقون بالا لأوضاع البلد ، بل يريدون استثمار هذه الظروف للحصول على المزيد من المال ، وهم لا يعرفون انه مال منزوع البركة ، لاخير فيه ولافائدة ترجى منه.
هل يعقل ان تصل ايجارات البيوت في مدني ودنقلا وحلفا وغيرها ، هل نصدق ان تصل القيمة الى ما يزيد عن المليار جنيه ، وبلا حياء ولا أخلاق يطلبون مقدم شهرين مثلا.
هل من المقبول ان يسعي التجار إلى تجفيف الاسواق من بعض المواد الغذائية كالزيت والدقيق والسكر ويتم تخزينها والتحكم في إخراجها حتى إذا ما انعدمت من الاسواق اضطر المواطن المسكين الى دفع أعلى الاثمان للحصول على ما يحتاجه.
إن هذه السلوكيات القبيحة التي صاحبت فترة الحرب تجعل الناس محتاجين ان يراجعوا أنفسهم ويتركوا هذا الذي يفعلونه وهو مخالف للنخوة والاخلاق والرجولة والشهامة ، وعلى الجميع العودة إلى الاستقامة والخلق القويم حتي ينصلح حال البلاد والعباد.
سليمان منصور