لايمر يوم الا ويزداد الحراك الطلابي العالمي اتساعا وتوهجا ، ومازال طلاب أمريكا يتصدرون المشهد ويلفتون الأنظار دون أن يغمط ذلك حق الطلاب في العديد من الاقطار الأوروبية في الإشادة بهم والإشارة إلى تعاظم تفاعلهم وتأثيره الواضح على الأحداث في بلدانهم.
وقد تزايدت اعداد الجامعات المنضمة للاحتجاج على الحرب في غزة ، ومضت الاحتجاجات تضغط باتجاه وضع حد لدعم الحكومات الغربية لإسرائيل او إقامة بعض المؤسسات العلمية ومراكز البحوث والدراسات في الغرب وبالذات بأمريكا اقامتها علاقات اقتصادية وشراكات تجارية استثمارات مع شركات إسرائيلية ، ويدعو الطلاب في احتجاجاتهم إلى انهاء هذه العلاقة في ظل الاجرام الكبير والفظيع لإسرائيل بحق الأبرياء في فلسطين.
وقد بدأت التظاهرات الطلابية في امريكا منذ مدة رفضا للحرب على غزة لكنها تعاظمت مع تصاعد عمليات الهدم والتدمير والتجويع وقتل الأبرياء.
وكان مشهدا عظيما وطلاب وأعضاء هيئة التدريس في جامعة دريكسيل وجامعة بنسلفانيا يسيرون من قاعة المدينة إلى حرم جامعة بنسلفانيا في فيلادلفيا حيث نصبوا خياماً احتجاجية ضد الحرب في غزة.
وبعد فترة من احتجاج الطلاب وشجبهم وادانتهم لما يحدث في غزة توصلوا إلى أن حكوماتهم لاتعبا كثيرا باحتجاجهم ولم يعد الشجب والاستنكار وحده كافيا عندهم ففكروا في خطوات عملية أكثر ردعا لإسرائيل عن جرائمها فنصبوا “مخيم التضامن مع غزة”، وقادوا انتفاضتهم من الحرم الجامعي مطالبين بقطع العلاقة مع الاحتلال
ويشارك طلاب جامعة كولومبيا في مخيم مؤيد للفلسطينيين في حرمهم الجامعي بعد اعتقال عشرات المتظاهر منهم بداية الاحتجاجات وقد ارتفعت اعداد الطلاب المحتجزين في أمريكا ككل لتتجاوز الفين تم القبض عليهم في مواقع مختلفة
وكان طلاب جامعة “كولومبيا” في “مانهاتن” هم من ابتدروا الاحتجاجات الطلابية الحالية المناصرة لغزة، فقد نصبوا الخيام واعتصموا في حرم الجامعة، في السابع عشر من أبريل ، وأعلنوا أنهم باقون في الساحات حتى تسحب الجامعة استثماراتها من الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، وتوقف التعاون والعلاقات البحثية والاستثمارات المقدمة للجامعات الإسرائيلية.
ودعا المتظاهرون إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، ووقف المساعدات العسكرية الأميركية لـ”إسرائيل”، ومنع التواطؤ الأميركي مع حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال في غزة ، والعفو عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين تعرضوا لإجراءات تأديبية أو الطرد بسبب الاحتجاج.
ولم يرضخ الطلاب للتحذيرات التي أطلقتها الجامعة، بضرورة فض الاعتصام، ولم تتوقف احتجاجاتهم رغم العنف الرسمي ضدهم ، وأقاموا مخيماً خارج الحرم الجامعي، فيما أغلقت الجامعة أبوابها.
وعقب الأحداث، علقت جامعة “كولومبيا” المحاضرات، وانتقلت إلى الدروس الافتراضية، وبدأ يلوح في الأفق شبح الإطاحة بالعام الدراسي إذا استمرت التظاهرات، وأثار التصعيد حفيظة هيئة التدريس في الجامعة، التي رأت أن تلك الإجراءات اعتداء سافر على حقوق الطلاب، وسابقة خطيرة لمنع الحريات.
ان هذا الحراك الطلابي يمثل صورة من صور صحوة الضمير الإنساني الحر وهزيمة للحكومات الغربية المنافقة.
بقلم: سليمان منصور