طلاب أمريكا..دور تاريخي في النضال
الحراك الذي انتظم العديد من الجامعات ألامريكية والغربية آثار فزع المؤسسة الرسمية في أمريكا والغرب بصورة عامة ، وقد بلغ القلق بالصهاينة حدا ان خافوا من بوادر تغيير فعلي في الرأي العام الغربي يمكن أن يحدث لصالح فلسطين والذي يعني بالضرورة انهاء الرواية الرسمية السائدة في الغرب والتي تقول ان إسرائيل مظلومة وتواجه ارهاب الفلسطينيين ومعارضي التطبيع والقبول بالتعايش مع إسرائيل كامر واقع ، وتاريخيا لعبت الاحتجاجات الطلابية دورا مهما في احداث تغييرات على الواقع السياسي حينها ، ويخشي اللوبي الصهيوني في الغرب من بلوغ هذا الحراك الحالي مرحلة التأثير القوي الذي يمكن ان تترتب عليه نتائج ليست في صالح إسرائيل.
واذا مررنا سريعا على التاريخ فإننا نتوقف على عجل مع بعض النتائج لحراك الطلاب في أزمنة مختلفة ونعرف ما لعبه الطلاب سابقا من أدوار فاعلة وما حققوه من نتائج مهمة
وكانت أشهر حركات الكفاح الطلابية، احتجاجات عام 1968 على الحرب في فيتنام والعنصرية ضد السود، والتي أدت إلى اقتحام ألف شرطي حرم الجامعة، واعتقال 700 شخص، وشمل الحراك حينذاك، شريحة واسعة من فئات الشعب الأميركي، وأنتج ثورة وطنية عارمة، أدت في نهاية المطاف إلى الرضوخ لمطالب المتظاهرين.
وجاءت تظاهرات 1969، التي نجم عنها إنشاء قسم للدراسات الأفريقية- الأميركية. وأدت تداعيات أحداث جامعة ولاية “كينت” عام 1970، والتي قُتل فيها أربعة طلاب على يد قوات الأمن إلى إضراب عام في صفوف الطلاب، كان له تأثير كبير على سياسات البلاد. وفي عام 1985، أدت احتجاجات الطلاب إلى سحب استثمارات مليارية من حكومة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
وهذه المناسبات وغيرها، نجحت في تشكيل ضغط حقيقي، دفع الحكومات الأميركية في وقتها إلى الرضوخ للمطالب الطلابية، لذلك تنظر السلطات الأميركية إلى الحراك الحالي بعين القلق، وهو ما دفعها إلى اتخاذ إجراءات حازمة، وصفت بأنها مبالغ فيها، وترقى إلى مستوى القمع وتكميم الأفواه، وذلك للحيلولة دون تحول التظاهرات إلى ثورة اجتماعية وسياسية شاملة لا تقف عند التعاطف مع غزة، ولا تقتصر على طلاب الجامعات.
ويعد الحراك بيئة خصبة، يمكنه اجتذاب جماعات طلابية أخرى تحمل توجهات سياسية يسارية، أو انضمام الحركات المناصرة للقضايا الاجتماعية والبيئية مثل الحركات النسوية وأنصار البيئة، أو أن يكون منطلقاً للأقليات التي تعاني من التمييز، وغيرها من فئات الشعب التي تحمل مبرراً للتظاهر والاحتجاج.
سليمان منصور