اندلعت الحرب في بلادنا واصطف الناس مع هذا وذاك من اطراف الصراع كل يدافع عن موقفه ويبين لماذا اختار ان يؤيد من يناصره ، وهم في هذا الاصطفاف والحدة أحيانا تجاه بعض غافلون عن مبدأ اساسي يلزم ان ينتبهوا له وهو اشكالية الوقوع في مخاطر تأييد الظلم ودعم الظالم ومساندته فذاك امر محذور بلا شك وتترتب عليه نتائج خطيرة.
ومن المتسالم عليه بين العقلاء المنصفين غير ذوي الغرض ان الكيزان مارسوا الظلم والاقصاء والفساد والاجرام ولايمكن لمن يحترمُ نفسه ويقيم للأخلاق وزنا، وقد عايش فترة حكمهم البائسة الإجرامية يكن احتراماً أو مودَّةً لتجربة حكمهم أو يتمنى عودتها ، واذا ثبت ارتباطهم المباشر بهذه الحرب وكونهم جزء منها فان الاصطفاف معهم وتأييدهم والعمل على مساعدتهم لإعادة حكمهم لاشك ان هذا ظلم وعمل قبيح ومنكر ، والجيش ان تحرر منهم وتخلص من نفوذهم عليه وسيطرتهم
على مفاصله سيحظي بالتفاف الناس حوله دون أن يجدوا في أنفسهم حرجا او يشعروا انهم يصطفون مع المجرم الظالم.
إن رفض الغالبية للكيزان لصفاتهم وسلوكياتهم لا لشخوصهم وأشكالهم، فكيف لنا أن نرفضهم لأخلاقهم وصفاتهم، ونقف مع من قد يماثلهم صفاتاً وأخلاقاً؟!
انَّ ما جرى بهذه الحرب من طرفيها يستحق تبيين المواقف فتشريد وقتل الناس واغتصاب حرائرهم ونهب أموالهم، كبيرة عند الله تعالى، وفادحة ومصيبة لا يمكن غفرانها ولا يصح للناس الصمت والسكوت عنها، لو تمّت بحق إنسان واحد، فكيف إن تمت بحق عشرات بل مئات الآلاف..
الدعم السريع مجرم ملعون معتد لا خير فيه مطلقاً، ويجب التنديد باجرامه والتبرؤ من أفعاله، دون أدنى التباس ولا تلكؤ، بل مارس من الموبقات ما لا يعلم فداحتها إلا الله…
إنّ إجرام الدعم السريع ثابت -بِغَضِّ النظر عن التساؤل هل كل ما يُروَّج عنه هو فعله أم مفترىً عليه- فنفس قيادته مقرَّة بارتكاب الجرائم، لكن إن قيسوا إلى الكيزان ستبدو جرائمهم رغم فظاعتها تستند إلى السلب والنهب والغنيمة، بينما جرائم الكيزان تستند للمكر والحيلة والتخريب والإفساد الذي يخالونه أو يصورونه إصلاحاً، وسوء الطوية والحقد والإنتقام، وكل هذه أكثر إضراراً بالمجتمع.
بقلم: سليمان منصور