أخبار السودان :
صورة من التآمر على سوريا
خاضت سوريا حربا شرسة هي في ظاهرها ضد المعارضين للنظام ، وفي الحقيقة هي معركة ضد تحالف كبير ضم اشتاتا من المرتزقة التكفيريين من شتى بقاع الارض ، اضافة الى عدد كبير من الدول في الاقليم وخارجه ، وهؤلاء جميعا تقودهم امريكا ، وتنشط في دعم الحرب وتأجيج نيرانها مجموعة من المنظمات الدولية المنافقة ، وتم توظيف العديد من الادوات في مجالات الإعلام والسياسة والهيئات الدولية لتعمل معا ضد دمشق ، وبعد ان حققت سوريا وحلفاؤها واصدقاؤها العديد من النجاحات في هذه الحرب ، وتصدت للمؤامرة بقوة ، وخرجت منتصرة ، لم يقف التآمر ضدها ، بل ازداد واتخذ اشكالا متنوعة ، ومن اشد المتآمرين على دمشق امريكا باداراتها المتعاقبة، وجوغة من الاوروبيين السائرين كالقطيع خلف امريكا ، وتواجه سوريا المؤامرة ولن تنحني لها.
ان الامريكي ومن معه من حلفاء وعملاء ومرتزقة لن يدعوا سوريا في حالها ، والراصد لتطورات الأوضاع في المنطقة يعرف مدي اهتمام الجميع بها ، وتكالبهم عليها ، لذا من الخطل التفكير بان امريكا يمكن ان تدع المنطقة وتغادرها بطوعها واختيارها ، فهي منطقة تبقى على الدوام واحدة من أبرز وأهمّ المناطق الاستراتيجية في العالم ، ويسيّل لها على الدوام لعاب الدول العظمى وسياساتها الاستراتيجية التي بها تقود العالم ، وتسيطر على قراراته ، فهل نتصور خروجا امريكيا بسيطا وسهلا منها ؟ بالطبع لا ، لكن هذا لايعني ان امريكا ستكون هانئة امنة مطمئنة وسط تصاعد الدعوات لتبني خيار المقاومة الشعبية الشاملة.
ولتبقي امريكا في المنطقة فانها تجتهد لفرض الفوضي ومنع الاستقرار ، والعمل الكبير والجاد من أجل توظيف كل الظروف لتحقيق غرضها بفرض هيمنتها وبسط نفوذها ، لتضمن بقاء اطول في المنطقة ككل.
وليس غريباً او مفاجئاً تحرك فصائل إرهابية ، ومجموعات مشبوهة ، وعناصر مرتزقة مسلحة، وخلايا نائمة في أكثر من مكان ، في سورية والعراق ولبنان، يؤازرها تحرك ودعم عسكري ولوجستي أميركي لها ، مع فرض المزيد من العقوبات الأميركية اللاإنسانية المستبدّة ، على دول وأفراد ومؤسّسات في دول المنطقة، وعلى رأسها سورية وايران فكل هذا يفهم في سياق استمرار المؤامرة على بلدان المنطقة وعلى رأسها سوريا فلينتبه السوريون.
سليمان منصور