جاء رد الخارجية السودانية برفض الدعوة المقدمة من منظمة الإيقاد لمناقشة مسألة وقف إطلاق النار، متسقاً مع خطاب البرهان (في جيبيت) الذي كان مخيباً لآمال السودانيين في وقف الحرب. إن الذين أشعلوها ما كان لهم أن يسعوا لوقفها، وحقن دماء السودانيين، وأرواحهم الغالية، في سبيل العودة والانفراد بالسلطة.
لعل هذه المآسي المستمرة، والوضع الإنساني المتدهور، وشبه المجاعة التي أخذت تطل برأسها على إستحياء، والدمار المتصل، والقتل الممعن في الكراهية، والإنتقام، والإصرار المقيت في إدخال جزء من الشعب أتون هذه الحرب العبثية التي لا تمت لهم بأي صلة، ولا وصل بقضية الوطن. إنه لا شك عندي بأن الشعب السوداني في موعد مع التاريخ، وصنع مجد جديد، وتليد، وسودان جديد، وحياة جديدة.
إن قدرة الشعب كبيرة، وقوية، والطاقات الكامنة فيه مهولة، وعزيمته لا ولن تلين في أن يسعى، ويناضل من أجل فرض السلام، وإسكات هدير الدبابات، وقصف الطيران، وقذف المدافع، وصوت الرصاص إلى الأبد، وتُسترد الدولة السودانية من دعاه الحرب، وأعداء الحرية والديمقراطية، والمواطنة المتساوية، وبناءها، وتأسيسها على أسس جديدة عادلة.
إن الإصطفاف الجماهيري، والشعبي، والتكتل الثوري الباذخ الذي لاحت بشائره في الأفق من أجل السلام، وهزيمة الأجندة الحربية، يضم كل الشعب السوداني المتطلع للخلاص من همجية، ودموية المؤتمر الوطني، و كذلك تنسيقية القوي الديمقراطية (تقدم)، وحركات الكفاح المسلح الداعمة لوقف الحرب، والشرفاء من القوات المسلحة، والقوات النظامية الأخرى، والأحزاب، والحركات الشبابية الواعية لقضية الوطن، والطلاب، والشباب، والنساء، ولجان المقاومة، وكل قوى التغيير المشرئبة إلى السماء والمستجيش ضراوة، ومصادمة من أجل السلام، وعودة الأمن إلى بلادنا.
المصدر: دبنقا