كتب صلاح غربية تتوالى الأحداث في السودان وتتفاقم. ويلعب الإعلام دوراً كبيراً، إيجاباً أو سلباً. في زمن أصبح كل من يحمل لوحة جوال فهو مشروع إعلامي. فتخيل له أنه إعلامي بحق وحقيقة. وصدق نفسه في ذلك.، وأصبح بشير إلى اسمه بأنه إعلامي.، وما أكثرهم.
ففي الأسبوع الماضي التقى رئيس الأركان الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين. بصديقي الأستاذ عمار شيلا المدير العام لقناة النيل الأزرق، و.قد بحث اللقاء دور الإعلام في رفع الوعي وتناول القضايا الوطنية. في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ السودان.
وعقد الدكتور جراهام عبد القادر وزير الثقافة والإعلام المكلف اجتماعاً موسعاً بوزارته. ناقش ضمن أجندته. كيفية التركيز في الإعلام على معاش الناس والسلام والانتقال الديمقراطي. والتركيز على البرامج والأنشطة والمشروعات التي تحقق الرضا الثقافي والسلام الاجتماعي.
وتناول الاجتماع الخطاب الثقافي والإعلامي الداخلي المبشر بالأمن الاجتماعي والسلام والوحدة. ونبذ خطاب الكراهية والجهوية. كما شدد على توحيد الخطاب الخارجي العام للدولة. في القضايا المحورية لدى الناطقين في الوزارات المختلفة. والتي رُصد لها مبلغ محترم في ميزانية ٢٠٢٢ الحالية.
قرأت الكثير من المقالات التي طالبت بالنظر إلى حالة الإعلام الوطني. كما اشتد التساؤل عن دور الإعلام الوطني بالأزمات. أؤمن بأن للإعلام الوطني دور عظيم في بناء سمعة الوطن. والحفاظ عليها والدفاع عنها. خاصة خلال الهجمات التي لا تتوقف، إلا أنني أؤمن أيضاً بأن كلاً منا له دور في الدفاع عن سمعة السودان داخلياً وخارجياً.
الإعلام الوطني منفرداً لن يستطيع نقل الصورة الكاملة عبر الفضاء الإلكتروني الواسع والمتعدد الوسائل، وبالتالي يعتبر الدفاع عن سمعة وإنجازات الدولة جهداً جماعياً مبتكراً يجعلنا جميعاً شركاء في الحفاظ على مكانة وسمعة دولة الإنجاز والقيم الإنسانية السامية.
لا ننكر أن السودانية في كافة الميادين وفي كل مراحل الحكم منذ الاستقلال. وتطلق كل يوم المزيد من المبادرات والخطط الاستراتيجية. لتحقيق الرفاه والسعادة للأجيال الحالية والقادمة. فلا يمضي شهر دون إعلان من قيادتنا الرشيدة عن إنجاز اجتماعي أو ثقافي أو اقتصادي أو علمي.
ولا ينقضي عام دون وضع خطة استراتيجية شاملة لمستقبل دولتنا الفتية. فهذا هو دأبُ السودان الإنجاز تلو الإنجاز. ولا شيء سوى الإنجازات التي ترسم ملامح مستقبل شعبها وأمتها وعالمنا المعاصر. وفي خضم هذه المسيرة التنموية المستمرة. يقف إعلامنا الوطني كأحد أهم الأدوات. التي تسهم في إيصال رسالتنا الوطنية محليّاً وإقليميّاً وعالميّاً.
من خلال تشكيل الرأي العام ومواكبة النجاحات وتسليط الضوء على الإنجازات المشرفة. ودعم التوجهات الوطنية في جميع المجالات العلمية والثقافية والاقتصادية والمجتمعية. ولطالما كان وجود إعلامٍ وطنيٍ منظمٍ وشفافٍ ومبادر أمراً ضرورياً لحماية سمعة وإنجازات الدولة على المستويين الإقليمي والدولي.
وهو أمر نراه ونلمسه اليوم في مختلف وسائل الإعلام الوطني في الدول المتقدمة. التي نجحت في رفع مستوى الوعي بالإنجازات الوطنية الفعلية. وصون المكتسبات وتصحيح المفاهيم الخاطئة، بما في ذلك توعية الرأي العام حول نمط الحياة في الدولة المعنية.
وتسليط الضوء على الدور الحيوي والمؤثر الذي تضطلع به في كافة القطاعات الحيوية. مما يعكس أهمية وجود منبر إعلامي وطني قوي ومسؤول. يخاطب الجمهور المحلي والعالمي بأعلى مستويات الموضوعية والاتزان والكفاءة والمهنية. وبنجح إعلامنا الوطني. إلى حدٍّ كبير. في التعريف بما حققناه من مكاسب ومنجزات. وهو ما نرى ثماره على أرض الواقع في السياسة والاقتصاد والثقافة وغيرها.
فيعرف العالم كثيراً عن إنجازاتنا الحضارية التي يشار إليها بالبنان. ولن تدخر العديد من الجهات الوطنية المعنية بصناعة الإعلام كوزارة الإعلام والمكاتب الإعلامية الحكومية. واللجان الإعلامية في المنظمات المجتمعية والمنصات الإخبارية وغيرها. جهداً في إطلاق المبادرات والبرامج الرامية لتطوير المواهب والكفاءات المحلية والارتقاء بالأداء الإعلامي>
وحماية المكتسبات وتعزيز مكانة السودان على الساحة العالمية. وتحقيق تطلعاتها ورؤيتها المستقبلية الطموحة. ويتطلب الأمر ابتدار مبادرة تختص بإطلاق منصة رقمية جديدة. كواحدة من المبادرات الوطنية التي تعزز نشر القصص الإيجابية الملهمة. فمن خلالها نقدم قصصاً عن المجتمع المحلي. وما يجري حالياً في الساحة السودانية.
والشعب الذي يعيش على أرض التسامح في تعايش ومحبة. وتنقل أمثلة حية عن مختلف جوانب الحياة في السودان وثقافته الغنية. وتثري روح التواصل بين أفراد المجتمع. كما تسهم مثل هذه المبادرات في تسليط الضوء على النجاحات المحلية لتعكس تجارب الناس الحقيقية المستمدة من الواقع. ومن خلال ذلك، نكون سباقين في عرض قصصنا بموضوعية وشفافية مما يجعل من الصعب على أي أحد من الخارج أن يهاجمنا أو يشوه سمعتنا عبر تلفيق الأكاذيب ونقل المعلومات المغلوطة وتضليل أفراد المجتمع. ومع كل ما يبذله إعلامنا الوطني من جهود كبيرة للارتقاء بسمعة دولتنا للمكانة التي تستحقها والحفاظ على هذه السمعة من أي تشويه أو تضليل، تبقى هناك تحديات لا يمكننا أن نغفلها وتتطلب منا مواجهتها عملاً جماعياً ورسالة موحدة وهدفاً مشتركاً. فنحن نعيش اليوم في عالم متصل جداً، عالم رقمي بامتياز، تنتقل فيه المعلومة بضغطة زر إلى مئات الملايين من البشر، وبالرغم من أن من يُقدِّرون نجاحاتنا ويرون في مسيرتنا التنموية المبنية على تطبيق أرقى معايير وممارسات الجودة العالمية نموذجاً يحتذى به ومصدر إلهام للآخرين، فإن هناك شريحةً من البشر تُتقِنُ سياسة الهدم والتشكيك، وتبرع في نشر الكراهية والأفكار الظلامية المضللة لاستهداف الوطن واستقراره ونشر الفتنة والتقليل من إنجازات وطننا والنَّيْل من سمعتنا ومكانتنا.
المصدر: النيلين