صفحة سوداء من تاريخ أمريكا فى العراق
كثيرة هى جرائم أمريكا وانتهاكها لحقوق الإنسان ، وتجاوزها لكل القيم والاخلاق ، فحيث ما حلت أمريكا حل معها الظلم والطغيان ، وهاهى الاخبار تترى عن استشراء العنصرية والظلم والتجاوز وسط المؤسسات الكبرى المناط بها تطبيق القانون وحفظ الأمن كالشرطة مثلا ، والتى كثيرا ما مارست الظلم والعنصرية وما قضية جورج تايلور ببعيدة عن الاذهان ، وهى الاشهر بلا شك ولكنها ليست الأولى ولا الأخيرة ، وما مارسته الشرطة وقعت فيه المخابرات الداخلية والخارجية وايضا الجيش ، فالجميع مارسوا ابشع انواع الظلم بحق الإنسان ، فغوانتنامو مثال سيئ ، وابو غريب مثال اخر لايمكن لأى متحدث عن سوء أمريكا وصفحاتها كالحة السواد لايمكن أن يسكت عن الإشارة لهذا الملف المليئ بالمآسى والقصص المحزنة لأناس مورست بحقهم ابشع انواع الظلم ، وكانوا ضحايا لهذا الوحش الأمريكى الكاسر ، ونورد اليوم افادات مختصرة لاحد ضحايا التوحش الأمريكى فى ابوغريب ليتضح من خلالها مدى قبح الصورة الأمريكية وسواد صفحات هذا التاريخ المؤلم للامريكيين فى بلاد الرافدين.
محمد بلنديان مواطن ايرانى كان فى
زيارة إلى المراقد الدينية بالعراق ، وقد اعتقلته القوات الأمريكية هناك ، واودعته هذا السجن سيئ الصيت ، ونتوقف مع نقاط من روايته المحزنة فماذا قال؟
فى أسوأ سجون العالم “أبو غريب” ومن دون أي تهمة، سجنت وتعرّضت للتعذيب والانتهاك الصارخ لحقوقى كإنسان.
يقول بلنديان :
أنا إنسان مظلوم كنت أزور الإمام الحسين وليس لدي أي انتماء سياسي ، ماذا فعلت ؟ وماذا كان ذنبي حتى ينتهكوا حرمتى ويعذبوني ويدمروني؟؟”..
ويواصل :
في عام 2003 ذهبت إلى العراق لزيارة العتبات المقدسة في كربلاء والنجف والزيارة الأخيرة لي كانت لمدينة الكاظمية. وفي إحدى الليالي خرجت لأتناول العشاء ، وخلال هذه اللحظة سمعت أصوات رصاص ، فقال لي صاحب المطعم لا تخرج ، وأنا لا أعرف اللغة العربية ، فظننت أنه يقول لي أخرج بسرعة وكانت هناك شرطة تجول في الشارع، سألني الشرطي من أين أنت؟ فقلت له: أنا إيراني.
وجدت نفسى في سجن أبو غريب، وظنّنت بادئ الأمر أن الذهاب إلى العراق لزيارة العتبات المقدسة بات تهمة، والصلاة قد صارت جريمة ، لكنى وجدت نفسى لاحقاً متهم بتفجير فندق ببغداد ، وأخبرتهم أين كنت وقت تفجير الفندق، وأن لا علاقة لى به، لكن هذا لم يعنِ شيئاً.
وبقيت سنة و 7 أشهر فى السجن، ذقت فيها أقسى أنواع العذاب ، مما لا يخطر على البال.
ويحكى بلنديان كيف خلعوا عنه ثيابه، وكيف جعلوا منه وجبة لكلابهم ،
وقال : عض الكلب الأسود رجلي وقطّع لحمها، أما الكلب الأصفر فلم يتركني، هدّدني الجندي الأميركي بأنه في حال تصدّيت للكلب سيقتلني، حينذاك أغمي عليّ، فأرسلوا إلي إمرأة أميركية ، بدأت تخيط رجلي بالأبر من دون مخدّر ، وتضحك وتقول لي: أنت تتحمل الأوجاع .
ويسرد فى أسى ماساته قائلا وضع جندى أميركي حذاءه على أضلاعي المكسورة من شدة الضرب، وطلب إلي أن أزحف به إلى غرفتي وهو واقف على ظهري. لا يمكن أن أصف لكم شدة الألم، كان يضربني برجله على خاصرتي، وأنا أزحف إلى زنزانتي . ويضيف: “كنت دائماً أسمع صراخ فتاة يعذبونها أمام أخيها وأبيها، كان اسم أخيها علاوي. كنت أسمع أباها وأخاها يتوسلان إلى الجنود الأميركيين أن توقفوا عن تعذيبها.
وعن الاغتصاب يقول بلنديان “في الطرف المقابل من زنزانتي، كانت زنزانة انفرادية للنساء، كنت أسمع صراخهن وأصواتهن وهن يتوسلن الجنود التوقف عن اغتصابهن.
وقال فى مرة صوّب الجندي الأميركي سلاحه تجاهي وطلب مني أن أخلع ملابسي وهم يتسلون باجبار المعتقلين على التعرى ويسلطون عليهم الكلاب
وقبل أعوام، نشرت وزارة الدفاع الأميركية 198 صورة تظهر التعذيب الوحشي الذي مارسته القوات الأميركية على المعتقلين في العراق وأفغانستان،
وأبرز الصور المنشورة وأكثرها شهرة كانت صور محمد بلنديان وهو خائف بعد هجوم كلب عليه، والصورة الأخرى كانت للمجندة الأميركية التي قرّرت أن تخيط جرح بلنديان من دون مخدر. هذه المرة الأولى التي يعترف فيها بلنديان لوسيلة إعلامية عربية أنه صاحب الصور المشهورة، وأنه صاحب مشاهد التعذيب التي تعرّي الديمقراطية الأميركية.
سليمان منصور