كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أن رئيس الحكومة الجديدة، بنيامين نتنياهو، يجري اتصالات سريعة وسرية مع السعودية، لتوقيع اتفاق للتطبيع، يتجاوز القضية الفلسطينية، متعهدا بالامتناع عن ضم مناطق جديدة طالما بقي في الحكم.
وقال الكاتب الصحفي، ناحوم برنياع؛ إن نتنياهو يجري منذ الانتخابات اتصالات من وراء الكواليس في مثلث “الرياض- واشنطن- القدس”، بهدف تهيئة المناخ لاتفاق تاريخي بين إسرائيل والسعودية، ينهي بموجبه المسيرة التي بدأت باتفاقات “أبراهام”.
ووصف الكاتب أي تقدم في ملف تطبيع العلاقات مع السعودية بـ”الجائزة الحقيقة والكأس المقدس، رغم أهمية التطبيع مع أبو ظبي”.
ابن سلمان مستعد للتفاوض
ونقل برنياع تفاصيل عن ثلاثة مصادر مختلفة قولها؛ إن شروط التفاوض مع الرياض صعبة، لكن الجديد في أن الحاكم الفعلي للسعودية، محمد بن سلمان، يبدي استعدادا حقيقيا للتفاوض.
وتركز المفاوضات أساسا على إقامة تل أبيب والرياض تعاونا استراتيجيا حيال إيران، تحت مظلة قيادة المنطقة الوسطى الأمريكية، التي توجد غرفتها الحربية المتقدمة في قطر، وتعمل هذه القيادة بالتشاور مع الدول السنية في المنطقة ومع إسرائيل. وفقا للصحيفة.
وشدد برنياع على أن الأسرة المالكة السعودية مشاركة في الخطوات التي أدت إلى التوقيع على الاتفاقيات مع الإمارات، وفي مرحلة معينة جرى الحديث عن انضمام السعودية، لكن الخطوة لم تنضج، وكان واضحا للجميع بأنه لو لم تعط السعودية الإمارات ضوءا أخضر، لما كان اتفاق.
وشدد الكاتب الإسرائيلي على أن نتنياهو يقترح اتفاق تطبيع ليس فيه تعهد إسرائيلي لضمان خطوات إيجابية في الموضوع الفلسطيني، لكنه سيتعهد بالامتناع عن ضم مناطق جديدة على طول كل ولايته كرئيس للوزراء.
مطالب صعبة
وفي كل ما يتعلق بالمسألة الفلسطينية، فإن محمد بن سلمان مستعد على ما يبدو للاكتفاء بهذا التعهد. لكنه تقدم بقائمة مطالب “صعبة ومتعذرة” خاصة به، لإسرائيل وللإدارة الأمريكية، وبدونها لن يسير إلى الاتفاق.
المطلب الأول هو أن تحرص إسرائيل على أن ترتب العلاقات بينه وبين إدارة بايدن والكونغرس الأمريكي، ذلك أن محمد بن سلمان أحد الزعماء الأجانب الأكثر كرها في أمريكا، وذلك على خلفية ملف حقوق الإنسان في اليمن وقضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
لكن نتنياهو ليس محبوبا على نحو خاص لدى الإدارة الحالية، والحكومة التي يوشك على أن يقيمها غير محبوبة أيضا، وقوته كضاغط من أجل أمير سعودي مغرور، محدودة. ومع ذلك، مسموح المحاولة. وفق برنياع.
كما يطالب ابن سلمان نتنياهو بأن يحرص على أن يزيل مؤيدو إسرائيل في مجلسي الكونغرس الحظر على بيع السلاح المتطور للسعودية، بما في ذلك طائرات أف 35.
وثالثا، تطلب السعودية إعطاءها مكانة في المسجد الأقصى، وهي مشكلة ستنعكس على العلاقات مع الأردن صاحب الوصاية على الحرم، والملك حساس جدا لمكانة الأردن في الحرم إذا ما تلقت السعودية في إطار اتفاق التطبيع مكانة في الحرم، فسيطرأ تدهور آخر في العلاقات مع الأردن. وفقا للمصدر نفسه.
المصدر: عربي21