حذرت صحيفة “التلغراف” البريطانية عبر موقعها الإلكتروني، من أن تشهد بريطانيا جرائم مماثلة لمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
ونقل التقرير عن نشطاء حقوقيين، قولهم إن على الشرطة في بريطانيا أن تأخذ التهديدات ضد السياسيين السعوديين الذين يعيشون في المنفى على محمل الجد وإلا فإنها ستخاطر بوقوع فضيحة أخرى مثل جريمة قتل جمال خاشقجي”.
وحذر نشطاء من أن عناصر في الشرطة “ليس لديهم فكرة، في ما يبدو، عن السياق الدولي عند الرد على تقارير عن تهديدات بالقتل”، بحسب التقرير.
وأشار التقرير، الذي كتبه هنري بودكين، إلى أن ذلك يأتي بعدما “رفضت شرطة العاصمة التحقيق في الترهيب الواضح ضد شخصية معارضة بارزة تعيش في لندن”.
وبحسب بودكين، فإن المعارض السعودي المقيم في بريطانيا يحيى عسيري، وهو ضابط سابق في سلاح الجو الملكي السعودي، عثر على سكين كبير خارج نافذة مطبخه في آب/ أغسطس الماضي في نفس اليوم الذي أرسلت فيه إليه علامة سكين في رسالة وكلمة “قريبا” باللغة العربية على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويشغل عسيري الآن منصب الأمين العام لحزب التجمع الوطني، وهو حزب معارض سعودي يعيش معظم أعضائه في المنفى.
وأشار التقرير إلى أن أفرادا من الشرطة زاروا منزله لكنهم رفضوا فحص السكين بحثا عن بصمات أصابع أو كاميرا المراقبة القريبة على أساس “عدم وجود جريمة” وأن ذلك سيكون مضيعة للمال، على حد زعمه.
وعلى الرغم من توسلهم للبحث عنه على الإنترنت ليروا أنه ناشط معروف، فإنهم رفضوا التعاون معه على أساس أن القيام بذلك سيكون “متحيزا”.
ونقل التقرير أنه “على مدى العامين الماضيين، جرى اقتحام سيارة عسيري وعائلته، وتعرضوا للتهديد في الشارع، وكانوا ضحايا عمليات تنصت ومراقبة إلكترونية أخرى”.
ولفت إلى أن التهديدات تذكر بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في تركيا عام 2018.
ويواجه محمد بن سلمان، ولي عهد السعودية، اتهامات بالضلوع في مقتل خاشقجي، ولكن السلطات السعودية تنفي ذلك.
وتحدث التقرير عن أنه “في عام 2019، اضطر مسؤولون في النرويج إلى نقل إياد البغدادي، وهو فلسطيني مؤيد للديمقراطية، إلى مكان آمن بعدما أبلغته وكالة المخابرات المركزية بتهديد من المملكة العربية السعودية”.
وبالعودة إلى عسيري الذي يقود أيضا جماعة القسط لحقوق الإنسان ومقرها لندن، قالت “التلغراف” إنه “تلقى تهديدات صريحة بالقتل تتضمن صورا بقطع رأس سعودي، مع جملة تقول ‘ستعود إلى السعودية لمواجهة محمد بن سلمان'”.
وقال عسيري: “الحكومة البريطانية تعلم أننا تحت التهديد، وهم يعرفون مستوى الخطر الذي نواجهه من النظام، لكن عندما ترسل الشرطة أفرادا، فإنهم يرسلون أشخاصا لا يعرفون شيئا عن ذلك. الأمر يزداد خطرا”.
وقال: “أعتقد أنهم ما زالوا خائفين من المملكة المتحدة، لكن هل سيستمرون في الخوف؟ لا أعرف”.
وقالت شرطة العاصمة إنه “ليس لديها سجل بأي جريمة مسجلة في ما يتعلق بحادثة سكين آب/ أغسطس”، بحسب ما نقلته الصحيفة.
وأضاف متحدث باسم الشرطة: “نطلب من أي شخص تلقى تهديدات أو اتصالات كيدية أخرى إبلاغ الشرطة التي ستقيّم كل ادعاء”.
المصدر: عربي21