شهداء قادة.. الحاج ابو طالب نموذجا
كثيرون لم يكن حتى اقرب المقربين منهم يعرف عنهم شيئا في مجال عملهم إذ تقتضي ظروف عملهم وطبيعته ان لا يطلع عليه الا من يلزم ان يعرف وفي حدود ما يجب أن يعرفه ،. وعليه حتى المشتغلين في قطاع واحد قد لا يعرفون عن بعضهم كل شي بل هم قطعا كذلك.
انهم شهداء المقاومة في كل مكان وبالذات من كانت طبيعة عملهم تقتضي الكتمان فالعدو يترصدهم والمؤامرات تحيط بهم من كل جانب ، وكل ما كانت المهمة التي يتولاها الكادر الجهادي أشد حساسية كانت دائرة العارفين بطبيعة عمله وتفاصيله ضيقة جدا ، وهذا يسهم في حماية المجاهدين وحماية المقاومة ككل.
وبعد استشهاد كل واحد منهم يعرف الناس عنه الكثير جدا مما لم يكونوا يعرفونه ، وقد قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه عند استشهاد القائد الكبير الشهيد الحاج عماد مغنية ان عماد يمضي الى الله وأكثر الناس لاتعرف قدره ودوره وقال السيد لايضير عماد واخوانه ان يجهل الناس قدرهم فهم وان كانوا مجهولون في الأرض فإنهم معروفون في السماء.
وكما عماد كان اخرون مضوا إلى ربهم دون أن يعرف الناس حجم الادوار التى اضطلعوا بها ومنهم الحاج حسان اللقيس والحاج علاء البوسنة والحاج مصطفي بدر الدين وكثير من القادة الشهداء الذين تزدهي الجنان لاستقبالهم ، ونقف اليوم مع أحدهم وهو الشهيد القائد الحاج ابو طالب
الذي ارتقي شهيدا في بداية شهر ذي الحجة الحرام دفاعا عن الاقصي شهيدا على طريق القدس رضوان الله عليه واخوانه الشهداء أجمعين.
فمن البوسنة إلى فلسطين سار موكب الاباء والانتصار فكان لخط التحرير من كفي الشهيد ابي طالب نصيب.
انه ابن عدشيت الذي شب في المقاومة وتولى مسؤوليات كبيرة فيها وهو في ريعان شبابه وادي دوره كما هو مرسوم له وأفضل بحسب شهادة قادته وزملائه المباشرين ، فمن بنت جبيل إلى مزارع شبعا كانت خطوات الشهيد جهادا اذاق العدو المرارات وقدم شهيدنا التضحيات في كل مكان عمل به وظل يرنو إلى الشهادة الى ان ارتقي شهيدا على طريق القدس شامخا ثابتا في الميدان حاملا اللواء وعينه على القدس تعرف ان من قاتلهم في بنت جبيل والبقاع وصولا إلى البوسنة هم من سنخ واحد فالعدو هو العدو والاستهداف هو الاستهداف والراية لن تسقط في بيروت ودمشق وسراييفو كما أنها ستبقي شامخة في غزة وصنعاء وبغداد وطهران وفي اذن الشهيد يتردد صدي قول الأمير عليه السلام في وصيته الأخيرة وهو يغادر الدنيا كونا للظالم خصما وللمظلوم عونا ومن أوضح في الظلم من امريكا وإسرائيل ومن أشد مظلومية من شعب فلسطين.
وفي حركات المقامة عندما يستشهد القائد يتقدم الآخرون ليصبحوا قادة فراية الجهاد لايمكن أن تسقط إلى الأرض بقطع يد حاملها او رقبته فمسيرة الجهاد ماضية وهاهم أبناء ابي طالب وتلاميذه ورفقاء الجهاد يواصلون المسير وقد تولوا هم الرد المباشر والاول على العدو بعد استشهاد قائدهم فامطروا عدوهم بعشرات الصواريخ ليقولوا له ان ارتقاء القادة شهداء يبعث في تلامذتهم روح التضحية والفداء وانه لم يحدث في تاريخ المقاومة ان ضعفت او انتكست لاستشهاد قائد فيها وان دماء الشهيد ابي طالب ورفاقه القادة الشهداء وعموم من ارتقوا شهداء من المجاهدين في كل الجبهات هذه الدماء كفيلة برسم معالم الانتصار الكبير ان شاء الله.
سليمان منصور