شعوب اوروبا ترفض سياسات امريكا
منذ أن لامست الأزمات حياة الإنسان الأوروبي استشعر المشكلة وبدأ يبحث عن الأسباب التي ادت الي محاصرته بالمتاعب ، فالغلاء الغير مسبوق اضطر الاوروبيين الي تعديل خارطة استهلاكهم ، وتفليص امدادات الطاقة وارتفاع اسعارها جعلهم يواجهون تقنينا لم يعهدوه فى استمرار التيار الكهربائي ، وبدأت بوادر النقص في البنزين تظهر ، وشاهد الناس طوابير من السيارات أمام محطات الوقود ، وتزامن ذلك مع تحديد الحصص التي تصرف لكل شخص ، مما اشعرهم بالقلق خوفا من المجهول.
هذه الأوضاع التي تعيشها اوروبا قد تدفع حكوماتها إلى تغيير سياساتها تجاه الحرب في أوكرانيا ، وما ارتبط بها من تبعية لامريكا ، في فرض الحصار على روسيا ، وارسال السلاح والمساعدات المالية والعسكرية آلي كييف ، مما جعل موسكو تواجههم باعتبارهم جزء من معركتها مع أوكرانيا.
في ظل هذه المستجدات التي تعم أوروبا يواصل المواطنون خروجهم واحتجاجهم ضد حكوماتهم ، بعد ان طالتهم الازمة الاقتصادية ، والآثار السالبة الواضحة لمواقف حكوماتهم من الحرب في اوكرانيا ، واذا قرأنا ذاك مع التغيرات التي تشهدها الساحة السياسية الأمريكية بعد انتخابات الكونغرس النصفية فان. هذا قد يعني أن تجد الحكومات الاوروبية نفسها محتاجة إلى مراجعة سياساتها خاصة مع التهديد بشتاء قارص ينتظر أوروبا بعد النقص الحاد في امدادات الغاز الروسي بفعل العقوبات التى تم اقرارها ضد روسيا وتماهت فيها الحكومات الأوروبية مع الرغبة الأمريكية ، وهذا ما لم يجد قبولا عند الجمهور في أوروبا ، فشهدنا المدن الكبري تتظاهر احتجاجا على غلاء الأسعار ، وارتفاع تكاليف المعيشة ، والخوف من النقص الذي يتهدد امدادات الغاز ، والذي لاينعكس فقط علي التدفئة في المنازل والمكاتب وإنما سيقع التاثير الكبير على القطاع الصناعي ، وهذا ما سينعكس بدوره على ارتفاع تكاليف الإنتاج وتوقف بعض المصانع ، مما يعني المزيد من الغلاء ، والمزيد من معاناة الناس ، وهذا بدوره سوف يفافم السخط الكبير لدى الجماهير ، وكما خرجت الاحتجاحات في باريس وروما وبرلين ومدريد واثينا ولشبونة وبراغ ولندن وغيرها من المدن الأوروبية فانها ستعاود الخروج مرة أخرى ، وهذا سوف يسرع بتضعضع أوروبا سياسيا بعد ان رايناها الان تعيش التضعضع الاقتصادي.
انها المواقف الشعبية الواضحة في أوروبا التي تقول لحكامها كفي سيرا خلف واشنطون.
سليمان منصور