على مدار التاريخ، تحول العديد من الشخصيات إلى أيقونات عالمية، رغم قتلهم أو اغتيالهم، بفعل شجاعتهم ودفاعهم عن حقوق شعوبهم ومبادئهم.
وتسبب قتل هذه الشخصيات في انتشار رسالتهم بصورة أكبر، وتأجيج مشاعر النضال والمقاومة، مثلما حدث مع الشهيد يحيى السنوار، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس، والذي استشهد خلال اشتباك مع الاحتلال في مدينة رفح قبل أيام.
ونستعرض في التقرير التالي، عددا من الشخصيات التي تسبب قتلها واغتيالها في حفر اسمها عميقا في مجتمعاتها وعلى صعيد العالم بشكل عام:
مالكولم إكس:
يعد مالكولم إكس، من أبرز الأيقونات العالمية في النضال، من أجل حرية وحقوق السود في الولايات المتحدة، وتسبب اغتياله بالرصاص في نقلة مهمة وتحقيق كثير مما كان يكافح من أجله في حياته.
ولد مالكوم إكس ذو الأصول الأفريقية، عام 1925 في ولاية نبراسكا الأمريكية في وقت كان فيه التمييز ضد السود في أمريكا قائما بل وفي أوجه، واشتهر بدفاعه عن حقوق السود وناضل طوال حياته من أجل حقوقهم، وله العديد من المحاضرات واللقاءات والأقوال الشهيرة.
اشتهر عن مالكولم إكس، عبارته التي قالها في مقابلة صحفية قبل أسابيع من اغتياله، حين تلقى سؤالًا عن التهديدات بالقتل، التي يتلقاها من مختلف الجهات العنصرية، سواء من البيض أو السود، فقال: “إن ثمن الحرية هو الموت”.
قتل مالكولم إكس، خلال أحد خطاباته، في 21 شباط/ فبراير 1965، في قاعة مناسبات، حيث افتعل رجل شجارا في المكان، وبعد حصول الفوضى، تقدم آخر نحو مالكولم وأطلق عليه الرصاص وقتله على الفور.
ويشار إلى أنه بعد اغتيال “مالكوم إكس”، أقر الرئيس الأمريكي ليندون جونسون قانونا يسمح للسود بالمشاركة في الانتخابات والتصويت، كما أنه تم إنهاء الاستخدام الرسمي لكلمة “نيغرو”، التي تعني “زنجي” والتي كان يتم استخدامها كإهانة للسود.
مارتن لوثر كينغ جونيور
أحد الزعماء الأمريكيين من أصول أفريقية، وناشطا سياسيا، في التحركات لإنهاء التمييز العنصري ضد السود ولد في كانون ثاني/ يناير 1929.
حصل مارتن لوثر كينغ على جائزة نوبل للسلام، في العام 1964، وكان أصغر الحاصلين عليها سنا، تقديرا لجهوده في مكافحة العنصرية واضطهاد السود.
أسس زعامة المسيحية الجنوبية للسود، واشتهر بخطاب “لدي حلم”، وكانت كلماته محفزة للسود من أجل النضال لتحصيل حقوقهم.
اغتيل في الرابع من نيسان/ أبريل عام 1968، رغم أنه كان من الشخصيات الرافضة للعنف والمواجهة بالسلاح.
بعد نحو أسبوع من مقتله، وقع الرئيس الأمريكي آنذاك، ليندون جونسون، قانون الحقوق المدنية الذي يضمن الحرية والمساواة بين الأعراق والألوان والجنسين في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكي، ويلزم الإدارة الفيدرالية بتنفيذ بنود ذلك القانون.
آرنستو تشي غيفارا
يعتبر من أبرز الشخصيات العالمية في الثورة ضد الاستعمار، وهو من مواليد الأرجنتين عام 1928، درس الطب وبات من أبرز قادة الثورة الكوبية مع رفيقه فيدل كاسترو الذي بات رئيسا لكوبا بعد ذلك حتى رحيله.
بعد نجاح الثورة في كوبا، سعى لتوسيع فكرته في مواجهة الاستعمار، ببلدان أمريكا اللاتينية وأفريقيا، وجال في العديد من الدول، من سعيا وراء تطبيق أفكاره وما يؤمن به، خاصة ضد الولايات المتحدة والغرب.
لاحقته الولايات المتحدة في العديد من الدول، وبعد إشعال ثورة في بوليفيا، تمكن الجيش البوليفي بمساعدة مباشرة من وكالة المخابرات المركزية “سي آي إيه”، من اعتقاله، عام 1967، وقاموا بإعدامه على الفور بعد التقاط صور بهدف الإساءة له وإهانته، بل إنهم قاموا بعرض جثته بعد قتله والتمثيل بها، لكن ذلك جاء بصورة عكسية.
باتت شهرة غيفارا أكبر بعد تلك الصور التي نشرت لقتله، وتحولت صورته وهو يرتدي القبعة العسكرية “البوريه”، إلى رمز للدلالة على الثورة ورفض الاستعمار والاستبداد.
المصدر: عربي21