سوريا تخطو بثبات نحو العافية
مشروع كبير ومجهود ضخم اريد له ان ينجز فى سوريا خلال المؤامرة الكبرى التى عرفت عند البعض بعشرية النار ، باعتبار ان حربا لاهوادة فيها تم شنها على سوريا ولمدة عقد من الزمان استمر فيها الضغط بشكل غير مسبوق ، وقد تجمعت دول ومنظمات وجمعيات وهيئات ، وسعوا جميعا إلى تغيير الوضع القائم فى سوريا خدمة للعدو الصهيونى والهيمنة الأمريكية ، وفى سبيل الوصول لهذا الهدف تم توظيف كل ما هو ممكن من طاقات مادية وبشرية واعلامية ، وبطريقة مدروسة تم العمل على تغييب الوعى وتغبيش الحقائق والتعبئة المستمرة لشيطنة سوريا وحلفائها فى الذهن العربى والمسلم ، وتحركت كل الجهود باتجاه واحد ، والتقى المختلفون ، واجتمع الاضداد ، وجيئ بشذاذ الآفاق من كل فج وصوب ليسقطوا النظام باى وسيلة ولو ادى الأمر إلى قتل عشرات الالاف وتدمير البلد بشكل كامل.
السوريون وبعد جهود كبيرة بذلوها والتفاف الجيش حول القيادة ووقوف الشعب خلفهم سندا وعونا لجيشه وقيادته السياسية ، وبعد تضحيات كبيرة جدا قدمها الشعب السورى وجيشه ، وبعد جهود كبيرة لحلفاء سوريا واصدقائها ، والوقفة الصلبة للجميع بوجه الإرهاب والحرب الكونية هزمت سوريا أعداءها وابطلت مشروع اسقاطها الذى اندحر ، وبقيت بعض المناطق خارج سيطرة الدولة وتوزعت مابين اماكن تحت سيطرة الإرهابيين واخرى يسيطر عليها الأتراك والامريكان لكن فى العموم لن تسقط الدولة السورية ولن يرى المشروع التآمرى الغربى العربى النور ، وستبقى سوريا العمود الفقرى للمقاومة ، واحد اهم المناصرين لفلسطين وقضيتها العادلة ، وستبقى تقف بوجه إسرائيل رغم حجم الاستهداف المنظم لها من قبل العدو الصهيونى والذى ظل يواصل فيه لكنه لن يصل إلى مراده قط.
وفى طريق التعافى وبناء البلد بعد الدمار الذى احدثته المؤامرة الكونية فان الحكومة السورية من جانبها اتجهت نحو تنشيط الإقتصاديين الوطنيين للاستثمار فى مواقع حيوية تدفع باتجاه يفيد المجتمع ككل ، وفى زيارة الرئيس الأسد لمشروع الطاقة الكهروضوئية في مدينة عدرا الصناعية قال لمستقبليه ان إنشاء مشروع الطاقة الكهروضوئية هو نموذج للتفكير الاستثماري ، وقال الرئيس الأسد ان هذا النوع من الاستثمار ربما يشكل موجهاً لأصحاب رؤوس الأموال بالدفع نحو فتح آفاق جديدة ، واعتماد أساليب حديثة من التوظيف الاستثماري الوطني ، بعيداً عن غايات الربح السريع للمستثمرين ، وخصوصاً في زمن الحرب والحصار.
الرئيس الأسد أراد من تصريحاته تلك تنبيه رجال الأعمال والتجار والصناعيين، إلى إنشاء مشاريع تخدم المجتمع برمته، بدلاً من التفكير التقليدي بالمشاريع ذات الربح السريع بعيداً عن حاجات المجتمع الأساسية والضرورية
انها إحدى صور التعافى السورى الذى بات واضحا ، ولن يمر وقت طويل حتى يرى الجميع – وفى مقدمتهم السوريون – ثماره ، ويؤكد فى نفس الوقت فشل المشروع التآمرى الكونى على سوريا.
سليمان منصور