اجتاحت قوات الدعم السريع شوارع ومنازل في أحياء الكلاكلات، والتي شملت أجزاء من أحياء القبة” و”أبوآدم” و”الأندلس”، بينما قال عضو في غرفة طوارئ جنوب الحزام إن أعمال النهب وسقوط القذائف والرصاص في منازل السكان أجبرت الآلاف على النزوح إلى الولايات، وبينهم من توجه إلى وادي حلفا للسفر إلى مصر.
قالت نازك التي غادرت حي الكلاكلة شرق في حديث لـ”الترا سودان”، إن آلاف الأشخاص غادروا الكلاكلات خلال الأسبوع الأخير بسبب هجمات قوات الدعم السريع. محذرة من دعوات “تسليح المواطنين” التي انتشرت على الشبكات التواصل الاجتماعي وقالت إن المقارنة معدومة بين تسليح المواطنين وعتاد هذه القوات.
المنطقة الواقعة بين محطة نوباتيا والتي تشتهر بمرور الحافلات التي تنقل الركاب في “أبوآدم” وهي قريبة من مصنع اليرموك، تبدو شبه خالية من السكان، وخلال الأسبوعين الماضيين شوهدت مسيرات الدعم السريع تقصف بعض المواقع في ذات المكان.
ذكرت نازك التي تتابع حالات المصابين من خلال التنسيق مع غرف الطوارئ، أن قوات من الدعم السريع أجبرت بعض سكان أحياء “أبو آدم ” و”الكلاكلة القبة” على الإخلاء الفوري، خاصة المنازل الواقعة قرب الشارع قريبًا من طريق جبل أولياء المسفلت.
تقول نازك إن بعض السكان اضطروا للنزوح وترك منازلهم بفعل سقوط المقذوفات واختراق الرصاص لجدران المنازل في حرب وصفتها بالأسوأ في تاريخ السودان.
كما كانت سيارات المواطنين هدفًا لبعض عناصر الدعم السريع، وأجبروا بعض المواطنين على ترك الجراج مفتوحًا لسحبها إلى الشارع من داخل المنازل. وجراء هجمة هذه القوات على السيارات، ارتفعت قيمة إيصال المركبة من العاصمة السودانية إلى خارج الخرطوم إلى مليون جنيه – تضيف نازك.
وكان مستشار قائد الدعم السريع يوسف عزت أقر بوجود انتهاكات من بعض قوات الدعم السريع، لكنه قال إنها حرب وأن الدعم السريع شكل لجنة تحقيق في هذه القضايا.
وزاد السخط الشعبي على قوات الدعم السريع جراء تزايد أعمال نهب السيارات واقتحام المنازل في العاصمة السودانية.
وأرسل مراسل “الترا سودان” أسئلة تتعلق بهذه الانتهاكات إلى مستشار الدعم السريع لكنه لم يرد عليها.
وقال عبدالله الذي غادر حي أبوآدم إلى منطقة آمنة نسبيًا في العاصمة الخرطوم، لـ”الترا سودان”، إن قوات الدعم السريع تنفذ غارات على بعض أحياء الكلاكلات جنوب الخرطوم منذ أسبوعين، وزادت حدة هذه الهجمات منذ سيطرتها على رئاسة الاحتياطي المركزي الواقعة جنوب الخرطوم.
وتقع هذه الأحياء غرب مصنع اليرموك للذخيرة والأسلحة، والذي شهد معارك عنيفة بين الجيش والدعم السريع نهاية حزيران/يونيو الماضي.
والأربعاء الماضي هاجمت قوات الدعم السريع “سلاح الذخيرة” في منطقة الشجرة عقب تجمعات في أحياء الكلاكلات، فيما تصدى الجيش للهجوم ولاحق هذه القوات حتى كبري الدباسين.
قال عبدالله إن أحياء جنوب العاصمة تقع وسط أربعة قواعد عسكرية تابعة للجيش في “اليرموك” و”المدرعات” و”سلاح الذخيرة” و”الاحتياطي المركزي”، جميعها من أهداف الدعم السريع، لذلك سيطرت على الأحياء، وفي بعض المناطق توجد سيطرة شبه كاملة لدرجة أن حوالي مائة منزل في حي واحد قد تكون خالية من سكانها تمامًا.
ويرى أن استمرار وتيرة المعارك بهذه الطريقة قد تحول هذه الأحياء إلى ركام ناهيك عن أعمال النهب التي تقضي على ممتلكات المواطنين. يقول عبدالله إن الحرب يجب أن تتوقف بالجهود السلمية من خلال المفاوضات، لأن الحسم العسكري سيطول انتظاره ولا يمكن إنهاء حرب المدن سريعًا.
المصدر: الترا سودان