سقوط مجدد لديموقراطية فرنسا
انها ليست المرة الأولي التي تسقط فيها فرنسا في امتحان الديموقراطية وتجد نفسها تتناقض في أفعالها مع ما تدعيه من مبادئ وتطرحه من أفكار.
فرنسا التي تتحدث كثيرا عن مبادئ الثورة الفرنسية والحقوق التي يجب أن يتمتع بها الجميع والواجبات التي يلزم ان يتقيدوا بها فرنسا هذه هي التي منعت الطالبات المسلمات الراغبات في الالتزام بتعاليم دينهن من ارتداء الحجاب وهو حق يكفله لهن الدستور لكن ام الدساتير انتهكت القانون ومارست الظلم البين دون أن يطرف لها جفن.
وباسم حرية التعبير سمحت فرنسا الرسمية للمتطرفين بالاساءة إلى معتقد ومقدسات ملياري انسان بالاساءة إلى النبي الكريم عليه وآله السلام ، وفي نفس الوقت مارست القهر والظلم ومنعت المتظاهرين السلميين من التعبير عن ارائهم وقمعت الاحتجاجات التي عرفت باسم السترات الصفراء في سقوط كبير امام القانون والأخلاق.
واحتج الطلاب على الحرب في غزة وناصروا فلسطين فتم الاعتداء عليهم في اعتداء واضح على الديموقراطية وشكل هدا سقوطا جديدا لفرنسا.
واستمرارا لمسلسل السقوط الفرنسي الرسمي هاهي الجمعية الوطنية (البرلمان) تسقط مجددا امام اختبار الحقوق والقانون والأخلاق وذلك عندما أعلنت رئيسة البرلمان تعليق عضوية النائب اليساري، سيباستيان ديلوغ لمدة أسبوعين وتخفيض راتبه بنسبة 50٪ وذلك بسبب رفعه علم فلسطين في مقرّ الجمعية الوطنية، تنديداً بالدعم الفرنسي المتواصل للاحتلال الإسرائيلي في حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
وندد ديلوغو الذي ينتمي لحزب فرنسا الأدبية بمواصلة بلاده تزويد “جيش” الاحتلال الإسرائيلي بالإمدادت وبيعه الأسلحة التي يستخدمها في العدوان البشع على الفلسطينيين قائلا ماهي الإبادة الجماعية ان كان الضحايا قد فاق ال 36 الف جنيه.
وجاء فعل ديلوغو خلال إجابة الوزير المنتدب المكلّف التجارة الخارجية فرانك رييستيه عن سؤال يتعلّق بالوضع في قطاع غزة، ما أدى إلى تعليق إجراءات الجلسة لنحو ساعة.
ولدى تعليقها على الحادثة، قالت رئيسة البرلمان الفرنسي، يائيل برون بيفيه، إنّه “لا يمكن التهاون مع هذا الأمر”. وعلّقت برون بيفيه الجلسة، واستبعدت ديلوغو الذي قُلِّص راتبه إلى النصف لمدة شهرين.
وبينما غادر ديلوغو مجلس النواب ملوّحاً بعلامة النصر، رحّب المشرّعون اليمينيون و”الوسطيون” بالعقوبات المفروضة عليه.
وبعد خروجه من البرلمان، رفع النائب الفرنسي العلم في الخارج، وسط ترحيب شعبي من الفرنسيين الذي تجمّعوا في حشد كبير، رافعين الأعلام الفلسطينية أيضاً، ومرددين الشعارات الداعمة لفلسطن المحتلة وقطاع غزة.
سليمان منصور