سقوط سياسي واخلاقي لدكتور ايلا
يفترض في الشخص السوي المهتم بقضايا الآخرين ان يبتعد قدر الإمكان عن التسبب بقول او فعل في إثارة الفتنة ، وهذا ما لا خلاف عليه بين الجميع ، وتتأكد هذه المسؤولية وتتعاظم في الشخص العام سواء اكان قائدا سياسيا او زعيما قبليا او مفكرا او حتي شخصا بارزا في المجتمع ، وفي هؤلاء جميعا يلزم الانضباط الشديد ولجم المتطرفين وتهدئة اي أجواء تثير الفتنة ويمكن ان ينتج عنها شقاق وخلاف بين الناس.
ومن القادة المعروفين سياسيا واجتماعيا في شرق السودان الدكتور محمد طاهر ايلا الذي خدم في حكومة الإنقاذ بأكثر من موقع وبغض النظر عن اتفاق الناس او اختلافهم معه فان الذي لا نزاع حوله ان الرجل يحظي بشعيية كبيرة وسط الجماهير تعدت انتماءه السياسي إلى مناصرين له في عموم الشرق باعتباره من أبناء الأقليم الناجحين الذين تركوا بصمات واضحة في عملهم بولاية البحر الاحمر التي تشهد له بنجاحات غير مسبوقة لحاكم قبله وجاء إلى الجزيرة واليا وواجه بعض الصراعات من قيادات حزبه لكنه كان قوي الشخصية معتدا بنفسه اضافة إلى انه مسنود من القيادة العليا في الدولة وفي الايام الاخيرة للنظام تم تعيين الدكتور إيلا رئيسا للوزراء وبدا فعليا في تفكيك بعض المنظومات وحل بعض الشركات فواجهه بعض المتضررين من قراراته وذهب الرجل وسقطت الإنقاذ وبعد ثلاث سنوات عاد الرجل من الخارج وتم استقباله بصورة كبيرة وبدأ في الاستفادة من الأخطاء التى وقعت فيها الحكومة ونجح في تجميع اهله وبرز كقائد وزعيم لأهله وعموم الشرق ولكنه بكل اسف سقط بشكل داو وقال قولا لم يكن متوقعاً منه وهو إعلانه في خطاب له ببورتسودان تأييده لاستخدام حق تقرير المصير لشرق السودان داعياً شباب البجا للالتحاق بقوات شيبة ضرار.
انه سقوط سياسي وأخلاقي لرجل كان يوما رئيس وزراء كل البلد فإذا به ينحدر ويتسافل الى مستوى اي ناشط سياسي مبتدئ يمكن أن يسمح لتقديراته السياسية الخاطئة ان تثير الفتنة وتدعم حمل السلاح وتاييد الاقتتال بين ابناء الوطن.
الصحفي أمين سنادة، علق على كلام ايلا بقوله إن الخطاب يعبر عن غبن سياسي من الثورة السودانية ويستخدم رافعات إثنية لتحقيق أهداف النظام البائد.
واعتبره استغلال لحالة الهشاشة في شرق السودان ويهدف لاستمرار الحكم العسكري . ولم يستبعد أدوار لدولة مجاورة من أجل استخدام قضايا شرق السودان كأداة لاستمرار الحكم العسكري بقيادة البرهان .
سليمان منصور