سقوط اخلاقي مريع للجامعة العربية
غياب او تغييب الجامعة العربية امر معيب ، وعده البعض جريمة إبادة بالامتناع عن المساعدة ، وتساءل البعض هل هذا موقف ناتج عن الضغوط على الجامعة ام ان لضعف شخصية الأمين العام دورا فى ذلك ام الاثنين معاإن غياب الجامعة العربية عن الحدث المأساوى فى سوريا مسألة مؤسفة وتدعو للإدانة الفورية من كل ذى احساس وشعور. إن تقاعس الجامعة العربية عن الازمة الإنسانية الكبرى فى سوريا خطأ لايمكن تبريره ، كما لايمكن قط القبول بقول الأمين العام احمد ابو الغيط بان الجامعة ليست منظمة للإغاثة اذ كان بإمكان الرجل او اى مسؤول فى الجامعة دعوة مجلسها لعقد جلسة طارئة تناقش الموقف الانسانى فى سوريا ، وان كان السيد الأمين العام لم يجد فى نفسه الشجاعة لزيارة حلب واللاذقية فعلى الاقل ان يصدر بيانا يحث فيه الدول العربية على مساندة الشعب السورى ، وليس مقبولا قط احجام الأمين الرجل عن هذا الحدث الكبير.ولايمكن تصديق كلام الأمين العام على اطلاقه ، إذ توجد فى هيكلية الجامعة العربية إدارة للتصدى للكوارث ، ولا ندرى اى كارثة تنتظرها الجامعة اكبر من التى حلت بالشعب السورى ، لكن من الواضح ان الضغوط السياسية والفيتو الذى تفرضه دولة أو دولتان منع الجامعة العربية من التحرك فى هذا الشأن ، ولا يخفى على احد ان الدولة الاكثر تشددا فى منع التعاطى مع الحدث فى سوريا هى قطر التى اختارت ان تساند تركيا فى ازدواجية للمعايير دون التفات للمأساة الإنسانية التى حلت بالشعب السورى فى أزمة أخلاقية وانسانية وقعت فيها الجامعة العربية ومن خلفها قطر ، وعلى استحياء السعودية رغم مساعداتها الضعيفة والمقننة، ومساعدات خجولة قدمها السودان ، وصمت معيب ولا اخلاقى من المغرب ، وهذه الدول تشكل مع الجامعة العربية موقفا مخزيا وهم يقدمون الخصومة السياسية فى فجور تام على تقدير اى موقف انسانى يفترض ان يكون هو الحاكم.إن دور الامين العام بحسب الميثاق محدود لكن ان كان السيد أحمد أبو الغيط يمتلك شخصية قوية لكان انتهز الفرصة لتضييق الخلافات السياسية فى هذا الظرف إذ لم يكن احد ليستطيع تقديم اللوم له ان زار سوريا فى هذه اللحظة الحرجة لكن ضعف شخصية الرجل حالت دون الأقدام على عمل ربما رأى ان فيه احراجا لبعض الدول العربية ، ولو انه فعل المرجو منه لاجتازت الجامعة موقفا مخزيا هى واقعة فيه الآن.هذه السعودية مثلا وهى على خلاف واضح مع سوريا لكنها اختارت ان ترسل طائراتا اغاثة ، وهذه على قلتها افضل من مواقف قطر والمغرب. ان الجامعة العربية بكل اسف تخضع لسياسة أمريكا الرامية إلى إحكام الحصار على سوريا فى شرعنة قبيحة للعقوبات الغير قانونية وتتبنى بذلك مشروع امريكا وحلفائها فى مواصلة تدمير سوريا.إن جامعة الدول العربية هى جامعة أنظمة وليست جامعة شعوب وهيكلها التنظيمى والإدارى بائس لايرجى منه وهى ليست كغيرها من المنظمات الإقليمية الاخرى ، ويتضح جليا ان الجامعة العربية ليست اهلا لتقود الشعوب العربية ، وليس لها اى دور حقيقى الان، ولاقيمة عند الشعوب العربية ، التى ترى فى الجامعة أداة من أدوات الاستكبار الغربى ، وهذا الامر يعتبر سقوطا أخلاقيا وانسانيا وسيلسيا مريعا للجامعة…سقوط اخلاقي …. سقوط اخلاقي
سليمان منصور
short_link:
Copied