سفاهة السفارات!!
الخراب والدمار هو المحصله الطبيعيه الذي تحدثه ايدي التدخلات الخارجيه في ايما دوله مأزومه..وذلك بسبب التحيزات التي تحدثها والاصطفافات التي تنشئها. دون تبصره بتعقيدات الواقع والمعادلات التي تحكم العلاقات بين مكوناته..ويؤسف المرء أن يستغل العامل الخارجي المتطفل آليه السلك الدبلوماسي لتنفيذ أجندته ورؤاه..السلك الدبلوماسي الذي من المفترض أن يسعي لتوطيد العلائق وتمتين امشاج الصلات..وتحقيق المصالح بين الشعوب بالقوة الناعمه السلسه حتي تنعم البشريه بالسلم والأمان..نجده الان قد أصبح مخلبا لتأزيم المواقف وتوتيرها.. وحاضنه ترتع فيها وتعبث بها مخابرات واستخبارات الدول..وحصان طرواده يعتليه أصحاب الاجنده والمطامع..فغابت بذلك القوة الناعمه وانزوت. وحلت محلها القوة الباطشه القاهره..فأصبح السمت الذي يجلل وجه العلاقات الدوليه ..سمت الاذلال والاتباع..وإن تمردت..حوصرت وجوعت وشيطنت..وفي آخر المطاف الحرب والدمار إن تعنت.. فلاغرو اذن من تحول العالم الان لكره لهب..اينما وجهت وجهك ثمة نزاعات ودماء واشلاء ونازحين وجوعي..كل ذلك يأتي من منبع قرن الشيطان (التدخل الخارجي)..ينفخون في نار الخلافات ويتعهدونها بالرعايه والحمايه.. من شرارة صغيره..الي نار ضرام تقضي علي الاخضر واليابس..هل نتحدث عن دور السفارات في حرب لبنان في منتصف سبعينات القرن الماضي التي ازهقت انفسا عزيزه وارواحا بريئه..ودامت خمسه عشر عاما ..ومازالت تعبث _اي السفارات_بالواقع اللبناني لتأزمه وتربكه؟! هل نتحدث عن دورها في الحرب العراقيه الايرانيه؟ ام عن خبثها وخدعتها التي انطلت علي صدام حسين إبان ازمه الكويت؟ أم نتحدث عن راهن الازمه الروسيه الاوكرانيه..ومالنا نذهب بعيدا..هنا عندنا في السودان الم تكن السفارات بتدخلاتها السافرة الفاجرة أحد الأسباب الرئيسه لواد الديمقراطيه الثالثه ومجئ حكومه الانقاذ؟ ماذا كأنت تفعل تلك السفارات؟ كانت تتدخل في كل شئ وتحشر أنفها في الذي يليها وفي الذي لايليها..من تكوين الحكومات..وبناء التحالفات..وفي السياسه الخارجيه وفي السياسه الاقتصاديه وفي السياسه الدفاعيه..وفي تسليح الجيش مقدارا ونوعا وجه تصنيع..في كل شئ..كل شئ ..وللاسف كان يحج إليهم ساستنا وقادتنا يلتمسون عندهم النصح والمشورة (سبحان الله كما يحدث الان..كأنما دار الزمان دورته)..ولهذا استباحوا البلد وانتهكوها ورتعت فيها مخابراتهم وتمادت تفعل ماتشاء ..تجند هذا.وتقصي ذلك ..وتساوم اخر.. تتربص بمعارضي حكومات بلادها فتغتالهم جهارا نهارا ولاينالها شئ من المسأله أو حتي العتاب..فلاغرابه في ذلك فلقد شلت ايدي الاجهزه الوطنيه وكبلت ..بضيق ذات اليد..اولا..وبضعف القوانيين الداعمه والحاميه..ثانيا..وبغياب الاراده الوطنيه القادرة الصادقه علي اتخاذالقرار السياسي الذي يوقف هذه الفوضي و يلجم هذه الميوعه ثالثا. وبناء علي كل التجارب السابقه واللاحقه و الحاضره الان في المشهد من قبلنا اومن قبل الآخرين..يجب أن يتم الآن لجم عبث وجنوح البعثات الدبلوماسيه المعتمده لدينا.. ووضع حد لحدود تحركاتها ونشاطاتها المريبه .وان يتم ذلك وفق الاعراف الدبلوماسيه المتواضع والمتعارف عليها..وان تكون المعامله المماثله هي الداله و المرجع..والا نسمح لأحد أن يسوق وجهتنا واتجاهنا بما يحب ويرضى..وان نأمره بالصمت اذا رأنا نتوجه تجاه قبله لايرضاها هو لنا..ونحدثه بأنه سفيه لأنه اتي بفعل السفهاء قديما الذين استنكروا علي المسلمين(ماولاكم عن قبلتكم التي كنتم عليها) ..ونقول له هو بهذا السؤال قد أصبح سفهيا عندنا وإن كان لقبه سفيرا..فالفعل واحد وأن تغيرت المسميات..هذه رجاءات منا وتمنيات وبعض من حسن ظن في من وضعهم القدر في موضع المسئوليه واتخاذ القرار..أن يدافعوا عن سيادة بلد اؤتمنوا عليه تنتهك أمام اعينهم من قبل السفارات والبعثات الدبلوماسيه المعتمده من قبلهم..فهلا استجابوا ..دعنا ننتظر لنري .
بقلم: احمد مجذوب البشير