سعي أوروبي للعودة إلى سوريا
اصطفت أوروبا الي جانب الولايات المتحدة بقوة في الموقف من سوريا بل ساهمت العواصم الأوروبية في تاجيج الفتنة وتولى كبرها والعمل علي تعقيد المشهد واتخاذ مواقف متصلبة من دمشق وكانت الدول الأوروبية فاعلة في تازيم الموقف مما جعلها طرفا في الحرب وقد تكشفت بعض الأدوار التي لعبها الأوروبيون في ذلك ، ومع الصمود السوري وانتصار دمشق في الحرب الكوتية عليها شعر الاتحاد الأوروبي ان غيابه عن سوريا يجعله بعيدا عن أي حلول يتم التوصل إليها لانهاء الازمة والعودة التدريجية للدول التي قاطعت دمشق وشاركت في التاليب عليها ، وعودتها الي سوريا بعد تاكدها من استحالة تحقيق ما خططت له.
ومع تبعية الاتحاد الأوروبي الي امريكا او بالأحرى عدم مقدرة الأوروبيين على الوقوف بشكل كامل ضد التوجهات الامريكية الا ان بوادر خروج عن هذه القاعدة بدأت تظهر ممثلة في توجه بعض الأوروبيين الي سوريا ومحاولات العودة إليها دون تنسيق مع أمريكا في هذا الباب.
إيطاليا مثلا تحركت بإتجاه سوريا ولم تخف ذلك ويري محللون ان إيطاليا تحديدا ستمضي في ما اختارته من طريق دون وضع في الاعتبار قبول واشنطون او رفضها، فرئيسة وزراء إيطاليا اصلا علاقتها غير طيبة بالإدارة الأمريكية سواء بايدن او ترامب ، ويمكن أن يكون هذا السبب مشجعا لها على عدم وضعها في الاعتبار موافقة أمريكا من عدمها على العودة إلى دمشق.
وترى إيطاليا ان مصلحتها في هذه المسألة تكمن في الابتعاد عن امريكا وعدم التنسيق معها على الاقل في هذه القضية.
ومايخيف أمريكا ان هناك تيارا قوميا بدا يبرز في أوروبا ككل يدعو للنظر الي مراعاة المصالح الأوروبية من الناحية الدينية والسكانية ، ويري أتباع هذا التيار في إيطاليا آن مصلحة بلدهم تتمثل في وقف تدفق اللاجئين الي أوروبا وباعتبار انهم الأقرب الي الشرق الأوسط وافريقيا من بلدان أوروبية أخرى فإنهم معنيين بالتواصل مع دمشق والاسهام في حل المشكل ان امكن تجنبا لاي هجرة محتملة سوف يتحملون كثيرا من تبعاتها.
وتقول سوريا ان من مصلحتها وقف التدخل في شؤونها وهذا مايمكن ان يخف ان تخلي الأوروبيون عن تزمتهم حيال دمشق ومواقفهم العدائية تبعا لامريكا.
سليمان منصور