أخبار السودان :
سعي أميركي لنشر الفوضى فى العالم
من يعرف أمريكا ويلاحظ سياستها لايخالجه شك في انها تسعى وببرنامج مدروس وخطة واضحة إلى نشر الفوضي العارمة في العالم لتتمكن عبر هذا العمل الغير إنساني ولا أخلاقي من السيطرة على الأوضاع وجعل العديد من البؤر ملتهبة بعيدة عن الاستقرار وتوحي إلى الجميع بأنهم يحتاجون إليها ولا يستطيعون قضاء امر دونها.
ان الحادبين على مصلحة بلدانهم وعموم الاحرار في العالم يجدون أنفسهم في موقف مناهض لامريكا وهيمنتها ، ويعملون مع بعض لاجهاض
استراتيجية الفوضى الخلاقة التي تنتهجها أمريكا كبرنامج لها ، وتعتبر السياسة الامريكية خطرا أعظم يتهدد العالم ويوجب على المصلحين الوقوف بوجهه.
وقد بات واضحا الان الخطر الذي تمثله السياسات الامريكية على العالم اجمع ، وبالذات العالمين العربي والإسلامي ، ويري كثيرون ان معارضة المشروع الأمريكي في المنطقة والعمل على مقاومته وافشاله امر مهم بل ضرورة وجودية، وقد اتضح للناس ان التعايش والمساكنة مع الاستراتيجية العدوانية الأميركية يوفران لها فرصاً للتقدم والتمدد. الفوضي تعني الاختلال والاضطراب والزعزعة والهرج والمرج، و التوتر والشغب والفتنة وفقدان التوازن، وهي كما نعرف نقيض النظام والترتيب. ، ومع خطر انتشار الفوضي في اى بلد الا ان أمريكا لا تسعى الي احلال هذه الفوضى البسيطة وإنما تعمل وفقا لنظرية الفوضى الخلاقة وهي مصطلح سياسي، ذو طابع أيديولوجي، يهدف إلى خلق حالة من الاضطراب في بلد ما، من خلال توظيف جماعات وأفراد، وعبر صناعة وإثارة قضايا، وتوظيف كل ذلك بخطاب شعبوي يحمل مضامين أيديولوجية وسياسية مناهضة للموروثات العقائدية والثقافية والقيمية لمجتمع الدولة المستهدفة، لهز قناعات المجتمع بثوابته الحضارية، وإضعاف قدراته الذاتية، ومن ثمّ تغذيته بعقائد ومرئيات جديدة تتناقض مع معتقداته وتصوراته الأصيلة.
وتنطوي الفوضى الخلاقة على تحطيم مرتكزات البناء الوطني في الدولة المستهدفة وقواعده، وإضعاف الشعور والانتماء الوطني، وإحداث ضعف وهشاشة عامة في هيكل الدولة وفي بنيتها، بالقدر الذي يمكن من السيطرة عليها، واستلاب قرارها وسيادتها، ونهب ثرواتها، وتشكيل حاضرها، وصناعة مستقبلها على نحو جديد، بعد فقدان المجتمع للأمن والاستقرار الناتج من الفوضى والعنف والخوف، وتحت تأثير الخطاب الشعبوي الذي يعمل على إشاعة الكراهية والنعرات واللعب على التناقضات الثانوية.
وقد اعتمدت الولايات المتحدة الأميركية “الفوضى الخلاقة” استراتيجيةً لعملها بديلاً من العمل العسكري المباشر، بعد تجربتها في فيتنام لفاعلية الفوضى ولقلة كلفتها.
سليمان منصور