سد النهضة .. تعدد طرق الصراع
ضجة عالية احدثها سد النهضة فى إثيوبيا وهو لم ير النور بعد ، ولم يخرج يومها من حيز الفكرة والدراسة إلى مرحلة التنفيذ ، وصيرورته أمرا واقعا معاشا.
مصر ، صاحبة الصوت الاعلى والاكثر احتجاجا ، وهذا أمر طبيعى فهى المتأثر اولا بقيام السد ، وبسببه ستعيش مشاكل وتدخل عليها تحديات من الصعب جدا عليها أن نتعايش معها ناهيك عن تجاوزها وتلافى اثارها ، مصر حشدت الحشود وجيشت دوبلماسيتها الكبيرة للطواف على أفريقيا ، وبيان المواقف وهذا أمر جيد بلا شك ، وقد نجح المصريون فى إثارة القضية ، وعقدت مفاوضات ثلاثية (إثيوبيا .. مصر والسودان ) استضافتها الخرطوم أكثر من مرة ، وقد توافقت الأطراف على نقاط كان يمكن أن تسهم فى خفض حدة التوتر لكن عادت الأمور الى التعقيد اكثر من مرة ، وبلغت الذروة فى ذلك عندما هددت بعض المواقع الإعلامية المقربة من الحكومة المصرية بإمكان لجوء سلاح الجو المصرى إلى استهداف السد فى اى مرحلة من المراحل تحس فيها مصر ان إثيوبيا انفردت بقرار دون مراعاة للمفاوضات فى حالة تقدير الجانب المصرى أن هذا القرار قد يضر بالمصالح القومية المصرية ، وقد هدأت المناكفات ، وسارت الامور بشكل سلس إلى أن أعلنت إثيوبيا مؤخرا أن الصراع اتخذ أسلوبا جديدا فقد أعلن مدير عام وكالة أمن شبكات المعلومات الإثيوبية شوميت جيزاو عن إحباط هجمات إلكترونية حاولت استهداف سد النهضة والمؤسسات المالية الكبرى في البلاد.
وأضاف جيزاو في مؤتمر صحفي عقده أن “منظمة ترعاها الدول التي تحسد إثيوبيا على مساعي السلام والتنمية أعلنت الحرب الإلكترونية ضد أديس أبابا تحت شعار (حرب الهرم الأسود)”.
وأشار إلى أن “الهجمات الفاشلة شملت محاولات عرقلة أعمال سد النهضة من خلال استهداف 37 ألف جهاز كمبيوتر مترابط تستخدمها المؤسسات المالية”.
ولفت إلى أن “هذه الحملة كانت تهدف إلى تخريب البناء الناجح لسد النهضة”.
وحذر من أن الهجمات الإلكترونية ضد السد “قد تزداد في المستقبل”، مشيرا إلى أنه “يتم تنفيذ الأمن السيبراني المنسق لحماية كل من إنشاء وإدارة أعمال السد”.
أنها احدى صور الحرب التى تواجهها إثيوبيا ، ومع أن اديس ابابا لم تشر الى مصر بالاسم لكن الجميع يعلمون أنها المتهم الأول فى هذا الجانب .
سليمان منصور