سبايكر جريمة القرن.. مازال المجرم فالتا
مرت يوم الجمعة الحادى عشر من يونيو ذكرى مجزرة سبايكر وهى ما تصلح ان نطلق عليها جريمة القرن ، مرت الذكرى الأليمة والمجرم ما يزال فالتا من العقاب واهالي الشهداء تقتلهم الحسرة بعد ان اضناهم الحزن وهم لايرون تحركا جادا لملاحقة رؤوس الفتنة والمجرمين الحقيفيين الذين تسببوا فى وقوع الفاجعة الأليمة التى هزت الضمائر وأبكت العيون بدل الدموع دما.
ومع مرور الذكرى نحاول أن نقف معها أحياء لمظلومية الشهداء واستنكارا للجرم البشع وتضامنا مع اهالى الضحايا ومطالبة بضرورة ملاحقة كل من أسهم فى هذه الجريمة البشعة ، وياتى وقوفنا اليوم مع هذه الذكرى بالاشارة الى حقائق حول مجزرة سبايكر عمد البعض إلى اخفائها وطمسها حتى تنسى الاجيال مع مرور الزمن بعض التفاصيل المؤلمة وان بقيت ذكرى المجزرة عصية على النسيان.
هذه الحقائق التى نحاول الإشارة إليها إجمالا مستقاة من معلومات مباشرة من موقع الحدث او لقريبين من المكان وزمان الجريمة وننقل هنا بالواسطة ولا نقول اننا شهود على هذه الحقائق.
ومن هذه النقاط التى نريد أن ينتبه لها الناس
– يجرى الحديث عن 1700 شهيد وهذا عدد الجنود الجدد المسجلين فى مركز التدريب بقاعدة سبايكر
اما العدد الفعلى فأكثر من ذلك بكثير وقد يصل الى 2500 او يزيد
– يقال ان داعش قامت باسر الجنود
ونقلهم إلى القصور الرئاسية فى تكريت وهذا الكلام محل شك والراجح ان من يسمون بثوار العشائر
قد قاموا بذلك وخاصة عشائر التكارتة حصراً لأن داعش دخلت بعد ذلك اليوم الى تكريت.
– وعدت العشائر ان تنقل الجنود
الى اهاليهم لذلك لم يبدوا اي مقاومة اثناء تواجدهم في الشارع.
– كانت عشيرة البو ناصر فخذ البيجات وهى عشيرة صدام حسين ويقودها احدابناء عمومة صدام وهو ابن مزاحم عبد الله الحمود ، هذه العشائر اوهمت الجنود بأنها سوف تسلمهم إلى اهاليهم وغدرت بهم.
– أيضا تولت كبر الجرم عشيرة البو ناصر فخذ البو خطاب وهى عشيرة سبعاوي وبرزان و وطبان بقيادة ابراهيم سبعاوي .
– وكان فى المشهداقارب عبد حمود بقيادة فارس ابن اخ عبد حمود .
هؤلاء وعشائر أخرى تسكن تكريت و العوجة (قرية صدام واهله المباشرون) ومعروف ارتباطها المباشر بصدام ونظامه وولائها له هؤلاء أسهموا معا فى التمهيد للمذبحة وكان دورهم فى الجرم واضحا والان يحاولون إخفاء الحقيقة خوفا من ان تطالهم الملاحقة ولو بعد حين.
– تعرض الجنود الضحايا لعملية خداع ماكرة من قبل هذه العشائر بأنهم سيقومون بحمايتهم و ايصالهم الى تقاطع تكريت سامراء وأعادتهم الى أهاليهم ووثق بهم الجند ولم يبدوا أي مقاومة ضدهم حتى تمكنوا منهم و نقلوهم إلي القصور الرئاسية كاسرى وكان ذلك يوم ٢٠١٤/٦/١١ الساعة الثانية ظهراً ، وهذا يبين سذاجة الجند وغبائهم وغفلتهم لكنه حتما لايخفف جرم الجناة الظالمين.
– قبل مغيب شمس ذلك اليوم اجتمعت اغلب عشائر التكارتة في مجمع القصور الرئاسية وعلى رأسهم عشيرة صدام حسين ليتباحثوا في مصير الجنود و قد اختلفت اراء العشائر فيما بينها حول ما يفعلون فيهم
البعض اقترح المساومة بهم مع الحكومة مقابل اطلاق سراح ابنائها السجناء وبعض رموز البعث .
واخرون اقترح اطلاقهم مقابل فدية، وقالوا ان اعدامهم لا فائدة منه .
وغلب الرأى الذى قال بضرورة قتلهم ثارا لصدام واصروا على اعدامهم فى قصور صدام لرمزية المسألة.
– بدأت المجزرة و عملية الاعدامات يوم ٢٠١٤/٦/١١ ليلاً وكانت على وجبات متعددة
– وصلت عناصر من داعش الى تكريت قادمة من الموصل صبيحة يوم ٢٠١٤/٦/١٢ بعد ان انتهت من سيطرتها على الموصل
– تم توزيع الجنود على الاشخاص بيوت العوجة (اهل صدام ) ليقوموا باعدامهم واثبات ولائهم لداعش .
وشارك كثيرون فى تنفيذ الإعدام وكانوا يعلنون ان هذا ثار لصدام
سبايكر لم يرتكبها داعش فحسب وإنما شاركته عشائر وعوائل وشخصيات وفضائيات ووسائل إعلام وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي واعلاميين ماجورين ورجال دين اصدروا فتاوى تحث على الفتنة وتحض على القتل.
ان جريمة كبرى بهذه البشاعة يصح ان نسميها جريمة القرن ومن الخطأ السكوت عنها ولابد من فضح كل المشتركين فيها والمطالبة المستمرة بكشف الحقيقة وعدم اخفائها.
سليمان منصور