ساذج او مشبوه من يثق بـ أمريكا
من منا لايعرف أمريكا وازدواجيتها فى المعايير؟ من منا ينسى توجهات أمريكا العدائية ضد الشعوب؟ من من الناس لم ير ظلم امريكا وسوء أخلاقها وانعدام الضمير عند ساستها وهم يدعمون صلف الصهاينة وعدوانهم المستمر على الشعب الفلسطينى ، دون فرق فى ذلك بين الجمهوريين والديموقراطيين فامريكا هى ت امريكا ، او بالأحرى أمريكا هى الظلم والعدوان والبطش وباختصار أمريكا رمز الشر والوجه الاخر للشيطان.
أمريكا التى غزت العراق والصومال ، وأحتلت أفغانستان ، وسيطرت على أجزاء من سوريا ، ونشرت الرعب فى الكثير من بلدان العالم ، هى نفسها أمريكا التى اسست داعش ، ودعمت الحكومات الدكتاتورية الباطشة المستبدة ، فى الخليج وأفريقيا واسيا ، وهى نفسها التى تشارك فى الحرب العبثية الظالمة على اليمن ، وتسهم يوميا فى قتل وتعذيب ابناء هذا الشعب المظلوم سواء بالحصار او القصف المباشر او توفير أدوات العدوان ومعيناته للمعتدين ، وهى نفسها امريكا التى اسست سجن غوانتنامو سيئ الذكر والذى هو وصمة عار فى جبين اى أمريكى ، وهى التى مارست ابشع انواع الظلم وانتهاك حقوق الإنسان فى سجن ابوغريب غرب بغداد ، وهى التى اعتبرت نفسها معيارا لتحديد الحق من الباطل ووقف رئيسها بوش الابن يومها ليقول بغطرسة واستكبار وعنجهية من لم يكن معنا فهو ضدنا غير موافق على حق الاخر فى اختيار الموقف الذى يريد وتحديد الخيار الذى يراه.
أمريكا التى ابتزت الكثيرين ومنهم رئيس وزراء الفترة الانتقالية فى السودان الدكتور عبد الله حمدوك وطالبته بمواقف والزمته على دفع مبالغ طائلة تم تحميلها جورا للشعب السودانى المظلوم ، حيث سعى حمدوك الغافل او الواعى المتامر على شعبه – النتيجة واحدة – إلى توفير 330 مليون دولار وتحصل عليها من دماء الشعب وخصما على علاجه وغذائه وضرورياته وذهب بها إلى هذا الوحش الكاسر فى حين كان شعبنا يتضور جوعا باحثا عن 5 مليون دولار لشراء دقيق القمح زاعمين انها كانت تسوية لجريمة لم نرتكبها ، وقد برأتنا منها المحاكم الامريكية ، لكن حمدوك مضى معهم فى مايريدون منتظرا وعودا برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ولم يترتب على الخطوة اى اثر ايجابى ينعكس على هذا الشعب الصابر المغلوب على امره
وكما يعرف كل حصيف لم تف أمريكا لحمدوك بما وعدته فكيف نجد من بيننا من لا زال يرجو خيرا فى أمريكا.
وأمريكا هذه التى تدعى الحرص على إقامة الحكم المدنى ودعم الحكومات الديموقراطية هى نفسها التى لم تطلق على حكومة البرهان وحميدتى اسم الانقلابية يوما من الايام ،. وهى بهذا تتنكر لحلفائها والداعين للارتباط التام بها ، وهى نفسها تغض الطرف عن ممارسات غير أخلاقية فى كثير من المناطق طالما ان مصالحها مرتبطة بهؤلاء الظلمة المجرمين ، فكيف والحال هذه تتم الثقة بأمريكا والبناء على اقامة تحالف معها وهو حتما لن يقود بلدنا الا لمزيد من العبث ، وهذه الايام تثبت بإستمرار ان أمريكا لا تفرق بين عسكر ومدنيين وان المخدوع المغرور من غرته وانخدع بها وأنها لاتريد خيرا قط بالسودان ، والساذج الغافل من يعول عليها والا فهو عميل عامل ضد شعبه فلينتبه من لا زال يؤمل فيها خيرا.
سليمان منصور