أمر الرئيس الأوكراني، فلودومير زيلينسكي، رهبان الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية الكنسية في كييف في دير بيشيرسك لافرا بكييف بالمغادرة، زاعما أنهم يدعمون روسيا.
وجاء القرار بعد أن قام راعي دير كييف بيتشيرسكايا لافرا في المعبد بتسجيل رسالة فيديو إلى السلطات الأوكرانية.
وحثت الرسالة سلطات كييف على ترك الرهبان في الدير المذكور وشأنهم، وعدم التدخل في الشؤون الكنسية.
وروى أحد الرهبان كيف تضرع للرب من أجل فوز زيلينسكي في الانتخابات الرئاسية، وكان رد زيلينسكي على ذلك الوعد “بالتعميد” إذا تم انتخابه.
وقال الراهب: “صلى جميع إخوة الدير، وجميع أبناء الرعية من أجل أن يصبح زيلينسكي رئيسا لأوكرانيا. والآن أود الطلب منه، بما أننا صلينا من أجله، فعليه ألّا يهين معبدنا، بل على العكس أن يدافع عنه”.
ووفقًا لوزير الثقافة الأوكراني تكاشينكو، يمكن للرهبان البقاء في الدير بشرط واحد فقط، ألا وهو انتقالهم إلى الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية المستقلة هيكليا، والتي في الواقع واعتبارًا من الأربعاء، ستكون المالكة للدير بالكامل.
واعتبارًا من 1 كانون الثاني/ يناير الماضي، لم يعد لرهبان دير لافرا “الحق في عبور عتبة” الكنيستين الرئيسيتين في لافرا، وهما كنيسة قاعة الطعام وكاتدرائية الصعود.
وعلى الرغم من أنه منذ عام 1988 لحظة عودة لافرا إلى الكنيسة، وحتى بداية العملية العسكرية الروسية، تم تقديم الخدمة في كلتا الكنيستين كل يوم.
على الرغم من أن القرار تجاوز جميع القواعد الإجرائية، وقد تم إخطار حاكم لافرا للمرة الأولى والثانية به من قبل متحف “كييف – بيشيرسك لافرا” الواقع داخل نفس الجدران.
نشرت صحيفة التايمز تقريرا كتبه ريتشارد سبنسر عن رهبان أمر الرئيس الأوكراني، فلودومير زيلينسكي، بإخراجهم من ديرهم لأنهم موالون للروس.
ويقول ريتشارد إن أوكرانيا شهدت العديد من الحروب والمعارك، ولكن معركة الأربعاء مختلفة، لأن مسرحها في دير ميخائيل ذي القبة الذهبية في كييف.
ويتقابل فيها من جهة رهبان بلحاهم البيضاء ونساء على رؤوسهن ملاحف وقساوسة شباب جاءوا من مختلف مناطق البلاد من أجل الدفاع عن الدير.
وفي الجهة الأخرى الشرطة ووزارة الثقافة الأوكرانية، التي قضى ممثلون عنها أسبوعا كاملا أمام الدير يراقبون الشاحنات الخارجة ليتحققوا من أنها لا تحمل كنوزا وطنية.
فقد قررت الحكومة السيطرة على الدير ونزعه من طائفة موالية للروس من الكنيسة الأرثوذكسية، وأمهلت ورهبانها البالغ عددهم 500، حتى الأربعاء للمغادرة. ولكنهم مصرون على البقاء.
وتجد معركة اليوم جذورا لها في التاريخ الحديث لأوكرانيا، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وخاصة في 2014 عندما اندلعت الأعمال العدائية مع روسيا، فقد انفصل قادة الكنيسة بدعم من الحكومة عن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، التي يتبعونها منذ 1686.
وفي عام 2018، أعلنت الكنيسة الأوكرانية قائمة بذاتها، ومنذ ذلك الحين بدأ التنافس والخلاف داخل الكنيسة الأرثوذكسية. وينفي الرهبان أنهم يخدمون الرئيس بوتين وأنهم جواسيس في قلب كييف.
لكن رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل من أنصار بوتين المقربين، وتبعية الكنيسة الأوكرانية له، دليل على أن أوكرانيا تنتمي إلى المدار الروسي الكبير.
المصدر: عربي21