بقلم: سليمان منصور
الغرب غير مؤهل أخلاقيا للحديث عن حقوق الانسان ، هذا القول لايمكن أن يرفضه اى منصف ، والغربيون أنفسهم يدركون جيدا انهم كذلك ، ومع ذلك تتعالى صرخاتهم ويرتفع ضجيجهم بشكل ملفت وتتوحد مواقفهم من الحديث عن إدانة روسيا واتهامها بانتهاك حقوق الإنسان فى الحرب الحالية باوكرانيا ، ويستغرب الإنسان من ارتفاع حدة الهجوم على روسيا الذى جاء متزامنا مع الإعلان من أنقرة عن احتمال حدوث انفراجة فى الازمة خلال المفاوضات بين الطرفين بوساطة تركيا ، فى هذه الظروف تخرج أصوات موحدة من العواصم الغربية وبالذات برلين ولندن وباريس وعواصم أخرى وجميعهم يهددون بفرض المزيد من العقوبات على موسكو التى تمضى نحو تحقيق هدفها غير عابئة بما يخطط لها ويحاك ضدها.
العواصم الغربية شددت على ضرورة تشكيل لجان تحقيق حول بعض المشاهد التى تتهم فيها روسيا بانتهاك حقوق الإنسان.
موسكو من جهتها نفت بشكل قاطع الانباء المتداولة عن شيطنة الجنود الروس واتهامهم بتعمد انتهاك حقوق الإنسان وبشكل ممنهج ، وأستغربت روسيا من عدم حياء الغرب وافتقاده لادنى أشكال الإنصاف وهو يطالب ان يكون ضمن لجان التحقيق المقترحة لتتثبت من تجاوز روسيا للقوانين والمعاهدات مبينة ان الغرب لايمكن أن يكون حكما وهو الخصم فى هذه القضية من خلال إمداده كييف بالسلاح إضافة للدعم المالى والاعلامى والسياسى مما يجعل الغربيين طرفا فى المعركة ، وهو منطق أصرت عليه موسكو كثيرا ولم يستطع الغربيون دحضه اوالرد عليه.
ونستغرب من صفاقة الغرب وعدم حيائه وهو المتورط الى النهاية فى انتهاك حقوق الإنسان فى اى بقعة من العالم تدخل فيها وحشر أنفه بازماتها ، ونقول من من الناس لا يعرف الاصرار الكبير على إدانة العراق بامتلاكه أسلحة دمار شامل واجتهاد وزير خارجية امريكا حينها الجنرال كولن بأول فى إثبات مزاعمه والدعم الذى حظى به فى الغرب والترويج الاعلامى الكبير لهذه الفرية وعلى أساسها او لنقل تم توظيفها لتدمير العراق وتفكيك جيشه والعمل على أضعاف هذا البلد ضمن الخطة العامة لاضعاف الامة ، وياتينا كولن بأول معتذرا عن خطأ وقع فيه نتج عنه احتلال العراق والمآسى الكبرى التى تعرض لها اهله وكأن هذا الاعتذار الغير مسؤول يسمن او يغنى من جوع. او يخفف عن الشعب العراقى معاناته من الظلم الناتج عن الغزو.
والغرب نفسه هو الذى تآمر على سوريا وفبرك التقارير الكاذبة وجاء بالماجورين ليتحدثوا عن هجمات كيميائية اتهمت دمشق زورا بشنها على معارضيها ، والغرب المنافق يعلم جيدا انه يكذب فلا اخلاق ولاقيم ولا انصاف عندهم.
وهاهى فرنسا تسرق خيرات أفريقيا وترغم حكومات على العمل وفقا لما تريده باريس على الرغم من تعارض ذلك مع مصالح الشعوب الأفريقية ولنا عبرة فى التوترات بين فرنسا وكل من الجزائر ومالى وبوركينا فاسو ، ولن نتحدث عن النهب الفرنسى المنظم لليورانيوم من النيجر وتوظيفه فى تشغيل المفاعلات الفرنسية بينما يقبع غالب شعب النيجر فى الظلام.
وما يقال عن فرنسا يقال عن رصيفاتها الغربيات وهن ينهبن خيرات الأفارقة وياتين بلا خجل للحديث عن حقوق الانسان وتشكيل لجان تحقيق لهذا الأمر.
ليدع الغربيون الاستهبال فلن ينطلى على احد زيفهم ، وقد علم الدانى والقاصى انهم كذابون منافقون وغير مؤهلين سياسيا وأخلاقيا للحديث عن حقوق الانسان ورعايتها وصيانتها.