شاهدت بالامس فيديو لزيارة السيد رئيس الوزراء مؤخراً برفقة السيد النائب العام لأسر شهداء هبة سبتمبر وثورة ديسمبر المجيدة وذلك بمنزل الأستاذة (احلام) أم الشهيد هزاع، وأظن ان هذه هي المرة الاولى التي نتلمس فيها اهتمام من السيد حمدوك والسيد النائب العام بهذه الشريحة التي ظلمت مرتين، مرة ذلك العهد البغيض ومرة أخرى في عهد حكومة الثورة التي لم تأت لهم بحقهم حتى الآن على الرغم من مرور أكثر من عامين على توليها أمر البلاد فهذه الزيارة هي خطوة تأخرت كثيراً وكنا نتوقع أن يقوم بها السيد حمدوك منذ أن تولى مهام حكومة الثورة في أيامه الأولى وكنا ان فعل نعتبرها على الاقل زيارة تعزية وامتنان لهذه الاسر التي أعطت هذا الوطن الغالي فلذات أكبادها للدفاع عنه بأرواحهم ودمائهم الغالية وكان العشم أن تكون لهم مكانة خاصة لدى كافة الشعب السوداني حكومة وشعباً فهم الذين أهدوننا وطناً جديداً انتزعوه من براثن تلك العصبة ذات البأس المجرمة تلك الفئة الظالمة التي كانت جاسمة على صدورنا ثلاثة عقود من الزمان والتي دمرت الوطن وساكنيه وأفسدت فساداً قضى على الاخضر واليابس في البلاد.
إن الشهداء أكرم منا جميعا فقد كرمهم المولى عز وجل بأن جعلهم مع النبيين والصديقين في مقامهم، وبشروا بالفوز في الآخرة ولهم عندنا أيضاً في الدنيا أعلى المقامات والتعظيم والاجلال، لذلك كان لزاما على الحكومة ان تنتبه لشأنهم وشأن أسرهم التي أعدتهم للوطن كأبطال أشاوس صانوا عرضنا وحققوا أحلامنا في الخلاص والانعتاق من ذلك الحكم الفاشي الاستبدادي المقيت.
واسجل كامل الاعجاب لذلك الموقف القوي الذي سجلته تلك السيدة الجسورة ام البطل الشهيد هزاع وتلك الكلمات التي أطلقتها كالرصاص أمام السيد رئيس مجلس الوزراء والسيد النائب العام بكل قوة وحضور وثبات ووضوح تستحق عليه أرفع الأوسمة فهي قد واجهتهم بكل أخطائهم التي تراها وتقصيرهم في حق الشهداء و لم تنتق الكلمات ولم تنمقها وهي تواجه رئيس الحكومة ولم تنس قضيتها وقضية الوطن ولم تنبهر بهذه الزيارة التي سجلها لها أعلى مسؤول في الدولة ومن أعلى جهة تمثل النيابة العامة للشعب والحارسة لحقوقه (كما هو متعارف عليه، وليس كما هو الحال عندنا الآن في السودان وإن كانت هذه الزيارة هي بمثابة حق واجب السداد عليهم تجاه الشهداء وأسرهم الذين كانوا سبباً في هذه المناصب الفخيمة التي لو لا تضحياتهم لما كانت ممكنة.
لقد أسمعتهم تلك الكنداكة (أم الشهيد هزاع) صوتنا وقالت لهم ما كنا نريد أن نقوله ولكن ترى هل هذا الحديث سيحرك ساكناً فيهم؟
وهل يمكن أن نرى ما نادت به من محاكمة المجرمين قاتلي أبناءهم واقعاً؟ وان كنا نعده ضرباً من الامنيات المستحيلة في ظل هذه العدالة العرجاء المماطلة في حقوق الثوره والثوار المتماهية تمام التماهي مع اعداء الشعب منفذي مجزرة القيادة العامة اعضاء اللجنة الأمنية للمخلوع .
ما أكدته لنا هذه الزيارة والتي جاءت بعد تهديد و ضغط مارسه الشارع السوداني على السيد رئيس الوزراء والنائب العام هو ان الارادة الشعبية هي الاقوى ولم ولن تسلم زمام أمورها لأي كائن من كان وهي ارادة حسيبة رقيبة لا تتهاون في حماية حقوقها ولن تستسلم مهما وضعت في طريقها العراقيل ونحن نعتبر هذه اللفتة من الحكومة ونائبها العام مكسب آخر من مكاسب هذه الثورة العملاقة فعندما طالب الثوار باقالة النائب العام ورئيس القضاء هناك نعلم انهم قادرون على ذلك تماماً القدرة وسوف ينفذون ما يتوعدون به ويحققونه كما يريدون كنا تأكد لنا أيضاً ان الحكومة تعي أن الشوارع لا تخون وانها لهم بالمرصاد وانهم ما أتوا الا لكي ينفذوا ارادتها هي فقط وأيضا أكدت لنا هذه الزيارة بأن الثورة مستمرة بنفس عنفوانها الذي دك حصون أعدائها من تلك الطغمة البائدة وأكدت أيضاً انه لابد أن يمتثل الكل مهما علا شأنه لأمرها هي فقط ولن تتوانى لحظة أو تتراخى في حماية حقوقها وصونها من الاعتداء عليها من قبل المتربصين بها جميعاً.
شعبٌ بهذه العظمة لن يهزم ولن يقهر مرة أخرى ولن يركع، هذه هي ثمار الديمقراطية فما أجملها وما أبهاها فلقد جعلت كل ذلك ممكناً وجعلته حق لا نقاش فيه وإن كنا لا نتفاءل كثيراً بما سيفعله النائب العام و رئيس الوزراء بحسب ما رأيناه منهم من ضياع وتجاهل لحقوق هذه الثورة لعامين ماضيين شبعنا فيهما وعوداً وضجيجا دون ان نرى طحيناً.
ولكنا نقف هنا برهة ونهمس في آذان كل طاغية متكبر ان الثورة هي الأقوى وباقية ومحروسة بشبابها وشيبها وبناتها وأبنائها وقادرة على انزال شعاراتها (حرية سلام وعدالة) على أرض الواقع ولن تتزحزح قيد أنملة عن هذه الشعارات.
تعظيم سلام لهذا الشعب الكريم وتعظيم سلام لارواح أبطالنا الشهداء وتعظيم سلام لتلك الأسر التي قامت بتربيتهم على عشق الوطن والذود عنه مهما كلف الامر من تضحيات جسام.
كسره:
نثمن الزيارة والنشوف آخرتا !!
كسرات ثابتة :
• السيدة رئيس القضاء : حصل شنووو في قضية الشهيد الأستاذ أحمدالخير؟
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنوووووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنووووووووووووو؟ااا
• أخبار ملف هيثرو شنوووووووووووووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان).
الجريدة