زلزال سوريا يفضح ادعياء الإنسانية
الزلزال المدمر الذى ضرب سوريا وتركيا وخلف آلاف الضحايا ، اضافة إلى الخراب الواسع ، هذا الزلزال كارثة طبيعية لاتعرف الخلافات السياسية ولا المذهبية والطائفية ، والضحايا يلتقون جميعا تحت راية المعاناة ، والحق فى تلقى العون من بنى الانسان قاطبة ، وهذه الكارثة الطبيعية لا علاقة لها مطلقا بالاتفاق او الاختلاف السياسى مع هذا أو ذاك ، فالقانون الانسانى المتعارف عليه عالميا والذى يقضى ان الانسان عندما يتعرض لخطر طبيعى يمكن مساعدته وانقاذه منه ، لكن ادعياء الإنسانية يسقطون فى هذا الامتحان الأخلاقى إذ يحجمون عن تقديم المساعدة الواجبة لإنقاذ الضحايا.
ان هؤلاء المتقاعسين مسؤولين حتما عن اثار هذه الكوارث الطبيعية بوقوفهم بعيدا ، وعدم تدخلهم لإنقاذ الأرواح مع مقدرتهم على ذلك وتمكنهم منه ، لكن المواقف الغير محترمة للدول الغربية ، وعدم تقديمها المساعدة فى التصدى لهذه الكارثة الطبيعية الكبرى ، والفاجعة الإنسانية المؤلمة ، هذه الدول بسلوكها المشين هذا إنما تفضح نفسها وتحكم عليها بكذب ادعائها الإنسانية والحرص على حماية الناس.
نعرف انه بمجرد وقوع الكارثة فى تركيا وسوريا ، وتوارد الانباء عن آلاف الضحايا ، سارعت الدول الغربية إلى اعلان معاونتها تركيا فى تجاوز المحنة ، وفى أمريكا اتصل الرئيس بايدن بنظيره التركى ، وأعلن استعداد أمريكا لتقديم ما يسهم فى مساعدة تركيا ، وايضا فعل ذلك وزير الخارجية بلينكن ، عندها وجه الاعلاميون سؤالا للرئيس بايدن وماذا عن مساعدتكم لسوريا ؟ فقال الرئيس بايدن بعيدا عن اى منطق وانصاف : ان النظام السورى مسؤول عن قتل شعبه وتعريضه للخطر ، ونستغرب من هذا المنطق الغريب ، لكنها أمريكا ام العجائب وكفى.
إن ما يلزم التذكير به هنا أن أمريكا التى تدعى الدفاع عن الإنسان واتخذت هذا الادعاء مبررا لغزو العراق وسوريا وأفغانستان والتدخل فى كثير من قضايا الناس لكن لما جاءت هذه الكارثة الإنسانية سقط ادعياء الإنسانية وتوالى سقوطهم مرة بعد أخرى حتى فضحتهم هذه الكارثة وليت المخدوعين بهؤلاء يعودون عن تصوراتهم الخاطئة.
سليمان منصور