كشفت وكالة “رويترز” عن تورط شركة إسرائيلية جديدة في عمليات تجسس على هواتف “أيفون”، حيث استعملت أسلوبا مشابها لنظيرتها “إن إس أو”، فيما أظهر خبراء بأنها تتعامل مع حكومات كل من السعودية والمكسيك وسنغافورة وإندونيسيا.
ونقلت “رويترز” عن خمسة مصادر مطلعة، القول؛ إن شركة إسرائيلية ثانية استغلت ثغرة في برمجيات شركة “أبل”، في الوقت ذاته الذي استطاعت فيه مجموعة “إن إس أو” الإسرائيلية للاستخبارات الإلكترونية اختراق هواتف آيفون في 2021.
وقالت المصادر للوكالة؛ إن شركة “كوا دريم”، الأقل شهرة، تعمل في مجال تطوير أدوات اختراق الهواتف الذكية المخصصة لعملاء من الحكومات.
وقال خبير؛ إن استخدام شركتين لأسلوب واحد متطور يعرف باسم “زيرو كليك”، يثبت أن الهواتف أكثر ضعفا أمام أدوات التجسس الرقمي الفعالة مما تعترف به صناعة الهواتف.
وطورت “كوا دريم” برنامجا يدعى “راين” المشابه لبرنامج التجسس “بيغاسوس” الخاص بشركة “إن إس أو”، حيث التحكم بالهاتف الذكي والاطلاع على الرسائل الموجودة في واتس آب وتليغرام وسيغنال، بالإضافة إلى رسائل البريد الإلكتروني والصور والرسائل العادية وجهات الاتصال، وفقا لرويترز.
وأكدت الوكالة أن البرنامج يستطيع تسجيل المكالمات في الوقت الفعلي، وتنشيط الكاميرا الأمامية والخلفية وتنشيط الميكروفون.
وأكدت أربعة من المصادر لـ”رويترز”، أن العديد من مشتري “كوا دريم” تعاملوا أيضا مع “إن إس أو”، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والمكسيك، وكلاهما متهم بإساءة استخدام برامج التجسس لاستهداف المعارضين السياسيين.
وقال مصدران؛ إن الحكومة السنغافورية كانت من أوائل عملاء “كوا دريم”، وتوضح الوثائق التي راجعتها رويترز أن تكنولوجيا المراقبة الخاصة بالشركة قد عرضت على الحكومة الإندونيسية أيضا. ولم تستطع رويترز تحديد ما إذا كانت إندونيسيا تعاملت بالفعل مع الشركة.
وأوضحت “رويترز” أن المسؤولين في السعودية والمكسيك وسنغافورة وإندونيسيا لم يردوا على الرسائل التي تطلب التعليق على موضوع “كوا دريم”.
ويعتقد خبراء يقومون بدراسة وتحليل اختراقات مجموعة “إن إس أو” وشركة “كوا دريم” منذ العام الماضي، أن الشركتين استخدمتا أساليب برمجية متشابهة جدا تعرف باسم “فورسد إنتري” في اختراق هواتف آيفون.
وقالت ثلاثة من المصادر؛ إن المحللين أبدوا اعتقادهم أن أساليب الشركتين في الاختراق متشابهة، لأنهما استغلتا ثغرات واحدة في منصة التراسل الفوري الخاصة بشركة أبل، واستخدمتا أسلوبا متشابها في زرع برمجيات خبيثة في الأجهزة المستهدفة.
ورفعت أبل دعوى على مجموعة “إن إس أو” في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي واتهمتها بمخالفة شروط الاستخدام واتفاق الخدمات فيما يخص هواتفها، ولا تزال القضية في مراحلها الأولى.
وذكرت الوكالة أنه لا يوجد لدى الشركة موقع إلكتروني يروج لأعمالها، وكذلك طُلب من الموظفين عدم الإشارة لعملهم في الشركة على مواقع التواصل الاجتماعي، وفقا لما ذكره شخص مقرب من الشركة.
المصدر: عربي21