بعد أكثر من شهر من التوتر بين موسكو والغرب، قررت روسيا تخفيف التوتر وسحب قواتها العسكرية من الحدود الأوكرانية، في أعقاب تسليمها قائمة للولايات المتحدة تشمل “ضمانات أمنية”.
والسبت، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إنهاء مناورات “التدريب القتالي”، التي أجريت في عدة مواقع عسكرية في مناطق مثل فولغوغراد وروستوف وكراسنودار وشبه جزيرة القرم التي ضمتها، وهي مناطق حدودية مع أوكرانيا.
وأشارت الوزارة إلى أن التدريبات أجريت كذلك في الأراضي الروسية البعيدة عن الحدود الأوكرانية، في ستافوروبول وأستراخان وشمال القوقاز، كما في أرمينيا وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.
وأضافت الوزارة أنه “من أجل ضمان حالة التأهب القصوى خلال احتفالات نهاية العام في المواقع العسكرية بالمنطقة العسكرية الجنوبية، سيتم تخصيص وحدات حراسة وتعزيزات وقوات لمواجهة أي حالات طارئة محتملة”.
وأثار نشر روسيا عشرات الآلاف من قواتها شمالي وشرقي وجنوبي أوكرانيا مخاوف في كييف وعواصم غربية من أن تكون موسكو تخطط لشن هجوم على جارتها أوكرانيا.
اتفاق مع ألمانيا
سياسيا، اتفقت موسكو وبرلين على عقد اجتماع مطلع كانون الثاني/ يناير المقبل، في إطار الجهود الرامية إلى نزع فتيل الأزمة بين الغرب وروسيا حول أوكرانيا، بحسب مصدر في الحكومة الألمانية.
وسيعقد هذا الاجتماع بين ينس بلوتنر، المستشار الدبلوماسي للمستشار الألماني أولاف شولتس، وديمتري كوزاك، مبعوث الكرملين المسؤول عن ادارة المفاوضات مع أوكرانيا.
وتم إقرار مبدأ هذا الاجتماع الخميس الماضي، خلال محادثة هاتفية بين شولتس والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحسب المصدر الألماني.
ويخشى الأوروبيون استبعادهم بشكل دائم عن حل الأزمة المتعلقة بأوكرانيا، في حين تستعد موسكو وواشنطن للتفاوض مباشرة حول هذا الموضوع.
بدورها، أعلنت الولايات المتحدة استعدادها لبدء حوار دبلوماسي مع روسيا اعتبارا من بداية السنة المقبلة دون تحديد موعد أو مكان محدد لهذه المناقشات، فيما طالبت موسكو بـ”ضمانات أمنية” من الغرب، تشمل منع التوسع العسكري للحلف الأطلسي ولا سيما في أوكرانيا.
وفي اقتراحها بشأن الضمانات الأمنية المقدمة إلى الولايات المتحدة و”الناتو”، سعت موسكو للحصول على تعهدات من واشنطن وحلفائها بأن يتخلى الحلف عن توسعه شرقا، وعدم قبول انضمام دول الاتحاد السوفييتي السابق إليه.
وطالبت روسيا الولايات المتحدة بعدم إنشاء قواعد عسكرية في دول الاتحاد السوفييتي السابق والدول غير الأعضاء في “الناتو”، وعدم التعاون مع هذه الدول.
مشاركة في المحادثات
في المقابل، شددت أوكرانيا على ضرورة مشاركتها في محادثات مرتقبة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي “الناتو”، بحسب ما أورده وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، الذي قال إنه “ينبغي أن تشارك كييف في المحادثات الأمنية التي ستجريها روسيا مع الولايات المتحدة والناتو”.
وأضاف كوليبا في تغريدة على “تويتر”، أن القضية ذات الأولوية بالنسبة لهم هي إنهاء الصراع الدولي المسلح.
وأكد أن بلاده تدعم محادثات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي و”الناتو” مع روسيا، مضيفا أن “أوكرانيا والأمن الأوروبي الأطلسي في خطر، لذلك فإنه يجب أن تكون أوكرانيا جزءًا من المحادثات الأمنية”.
منذ أكثر من شهر، يتهم الغرب روسيا بحشد نحو 100 ألف عسكري على الحدود الأوكرانية بهدف التدخل عسكريا فيها، وصعد من تحذيراته إلى الكرملين الذي ينفي أي نية لشن حرب متهما بدوره كييف بالتحضير لهجوم عسكري لاستعادة الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون، لكن السلطات الأوكرانية تنفي ذلك بشدة.
وتوترت العلاقات بين كييف وموسكو بالفعل منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية في 2014، وبدء الحرب بين القوات الأوكرانية وبين الانفصاليين الموالين لروسيا في الشرق.
المصدر: عربي21