رمزية السادس من أبريل
يتوقع ان تكون الخرطوم وبعض المدن السودانية قد خرجت بصورة واضحة وكبيرة فى السادس من أبريل وهو يوم له رمزيته التى لاتخفى على اى متابع ومهتم بالشأن السودانى ، ففى مثل هذا اليوم من العام 1985(قبل أربع وثلاثين عاما ) توج الشعب السودانى نضالاته وحراكه الثورى واسقط الطاغية جعفر نميرى ونظامه الفاسد المتعفن ، وقد احتفى الناس بانحياز الجيش للشعب وتغنوا لانتصار الثورة وسموا هذا اليوم بيوم النصر والتحرير ، وبعد هذا الانتصار الجماهيرى الكبير بمايزيد عن الثلاثة عقود خرج أبناء واحفاد أولئك الثوار واعتصموا فى القيادة العامة للجيش فى السادس من أبريل 2019 وارغموا الجيش على تنحية البشير ونظامه السيئ ، وسجلوا نصرا جديدا يضاف إلى سجلات الانتصارات الشعبية التى لايمكن تجاوزها فى مسيرة هذا الشعب التواق للحرية الرافض للهيمنة عليه وارغامه بما لايريد.
واليوم وبعد انقضاء ثلاث سنوات على انتصار السادس من أبريل 2019 والاطاحة بالبشير هاهى الجماهير الثائرة تخرج فى السادس من أبريل 2022 مؤكدة رفضها القاطع للانقلاب المشؤوم الذى حاول واد ارادة الناس وارغامهم على القبول به كامر واقع ، ولرمزية هذا اليوم وماتحققت فيه من إنتصارات يخرج الثوار على أمل كنس الانقلابيين واستعادة القرار الشعبى الحر المستقل وماذلك ببعيد.
وفى اطار سعى الانقلابيين إلى أبعاد الجماهير عن الحراك الثورى بالغ التاثير فإنهم يعملون جاهدين على شيطنة هذا الحراك واظهار الداعين اليه بمظهر الفوضويين ممارسى العنف عديمى الوعى ، فى هذا الإطار تنشط حملة شعواء لشيطنة الحراك في ٦ أبريل ، وبشكل ممنهج ، ويظهر ذلك فى الضخ الاعلامى الكبير الذى تشهده الوسائط لعله يؤثر فى عزم الجماهير ولكن هيهات.
ويعتبر الثوريون ان مجرد دعوتهم للحراك المليونى الكبير فى هذا اليوم قد اتت أكلها وأسهمت فى تسطير النصر ، وما حالة الهلع التي تسيطر علي أنصار هذا النظام العميل من قمته إلى قاعدته الا إحدى مؤشرات قرب انهياره وحتمية تحقق النصر .
إن الخوف والهلع يتخطفان النظام وانصاره الذين عرفوا ابريل وسر إنتصاراته ، وليعلم الثوار ومن معهم انه سواء سقط النظام أو لم يسقط فليوم ٦ أبريل ما بعده ، وسيكون نقطة فارقة في مسيرة الثورة ، وسيحدث نقلة نوعية في مسار الثورة شاء من شاء ، وأبى من ابى ، فالمشهد بعد السادس من أبريل لا يشبه ما قبله بأي حال.
ولا خلاف ان السادس من أبريل قد سجل نجاحاً قبل أن تشرق شمسه، وتكفي حالة الهلع والخوف التى من مطاهرها الدفاع بالحاويات.
بقلم سليمان منصور