في مثل هذا اليوم قبل 10 سنوات تحديدا، نفذت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية عملية خاصة بالقضاء على زعيم تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن، في باكستان.
وبدأ أسامة بن لادن، وهو نجل الملياردير السعودي محمد بن عوض بن لادن، أنشطته المتطرفة أواخر سبعينيات القرن العشرين في أفغانستان، في صفوف جماعة “المجاهدين” التي كانت تجابه القوات الأفغانية الحكومية والسوفيتية.
وفي عام 1988 أسس أسامة بن لادن تنظيم “القاعدة” وأعلن في 1996 الحرب على الولايات المتحدة، ويعتقد أنه يقف وراء سلسلة هجمات إرهابية، منها التفجيران الدمويان اللذان استهدفا عام 1998 سفارتي واشنطن في العاصمة الكينية نيروبي، وأكبر مدن تنزانيا، دار السلام.
وفي ظل تلك الهجمات، أدرج مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي بن لادن على قائمة العشرة الأكثر طلبا له.
وتصدر بن لادن قائمة الإرهاب الأمريكية بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 التي أودت بأرواح ثلاثة آلاف شخص وأصبحت أكبر هجوم إرهابي في تاريخ الولايات المتحدة.
وفي ظل هذا الاعتداء الدموي، أعلنت الولايات المتحدة “الحرب على الإرهاب” التي أسفرت خاصة عن تدخل القوات الأمريكية في أفغانستان والعراق.
وحاولت السلطات الأمريكية الوصول إلى “الإرهابي رقم واحد” على مدى نحو عشر سنوات، وانتهت هذه الحملة بإعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الثاني من مايو 2011 عن تصفية بن لادن خلال عملية خاصة نفذت في مدينة أبوت آباد الباكستانية.
وتمكنت الاستخبارات الأمريكية من الكشف عن مخبأ بن لادن من خلال متابعة أحد مساعدي زعيم “القاعدة” على مدى وقت طويل.
ونفذت العملية التي أطلق عليها اسم “رمح نبتون” من قبل الفريق السادس التابع لقوة العمليات الخاصة الأمريكية “نافي سيلز”، وتابعها ببث مباشر كبار المسؤولين في البيت الأبيض، على رأسهم أوباما نفسه.
وحسب المعلومات المتوفرة، أنزل عناصر القوات الخاصة الأمريكية من مروحيات قرب المنزل المؤلف من ثلاثة طوابق الذي استخدمه بن لادن كمخبأ.
وخرجت العملية منذ البداية عن المسار المخطط له أصلا، إذ نفذت إحدى المروحيات هبوطا حادا ما أدى إلى تعطلها، لكن عناصر “نافي سيلز” واصلوا العملية واقتحموا المنزل وقاموا بتمشيطه وقتلوا خلال اشتباك أربعة أشخاص من الذين كانوا داخله.
وفي نهاية المطاف، تمكن عناصر القوات الخاصة الأمريكية من الوصول إلى زعيم “القاعدة” الذي كان يتواجد في غرفة نوم مع إحدى زوجاته وتصفيته بالرصاص.
وأمضى عناصر القوات الخاصة إجمالا 38 دقيقة داخل المبنى، واحتجزوا بعد العملية جثة بن لادن، وتم فيما بعد رميها في البحر بعد التعرف على هويته بفحوصات الحمض النووي، حسب ما أعلنته الحكومة الأمريكية.
ولم تنشر الولايات المتحدة صورا تظهر جثة بن لادن، ما أدى إلى تداول العديد من المزاعم مفادها أن زعيم “القاعدة” لا يزال على قيد الحياة، لكن العسكري الأمريكي السابق روب أونيل الذي شارك في عملية “رمح نبتون” أكد مؤخرا في مقابلة إعلامية أنه هو الذي أطلق الرصاصة الفتاكة على “الإرهابي رقم واحد”.
وأسفرت عملية “رمح نبتون”، التي نفذتها الولايات المتحدة دون التنسيق مع السلطات الباكستانية، عن تفاقم العلاقات بين الدولتين، لكن العديد من دول العالم، منها روسيا، أعربت عن دعمها لواشنطن في هذا الصدد.
في الوقت نفسه، ذكّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن أنشطة بن لادن المتطرفة انطلقت خلال الحرب الأفغانية في ثمانينات القرن الماضي، حيث كانت الاستخبارات الأمريكية تقدم دعما إلى الجماعات الإسلامية المتطرفة، قائلا: “ربّى الأمريكيون بأنفسهم “القاعدة” وبن لادن”.
وعلى الرغم من الأهمية الرمزية الكبيرة لعملية تصفية بن لادن، لا يزال تنظيم “القاعدة” يشكل خطرا ملموسا وتتزايد المخاوف بهذا الشأن اليوم مع بدء انسحاب قوات حلف الناتو من أفغانستان.
في الوقت نفسه، تسبب الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003 تحت ذريعة “الحرب ضد الإرهاب” في تهيئة الظروف الملائمة لقيام تنظيم إرهابي آخر لا يقل خطورة عن “القاعدة”، وهو “داعش”.
المصدر: RT + وكالات