رجل فنزويلا القوى يتحدي واشنطون
فى غمرة التطورات المتسارعة التى يشهدها العالم ، وفى ظل التحولات المنتظر ان تطرا على المشهد الدولى ، وبالتزامن مع خيبات أمريكا وانتكاساتها فى اكثر من ميدان واخرها كولومبيا ونتائج الانتخابات الرئاسية التى ضربت واشنطون فى الصميم ، فى هذه الظروف جاءت جولة الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو التى قادته لعواصم مهمة سواء فى إنتاج وتسويق الطاقة او الصمود والتحدى بوجه أمريكا والإصرار على المضى قدما فى خط العزة والكرامة والاقتدار كما هو الحال فى ايران التى كانت إحدى المحطات الهامة فى جولة رجل أمريكا اللاتينية القوى الذى يتحدى واشنطون ويصمد فى وجهها.
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو صرح انه ممتن للموقف الموحد لدول الكاريبي تجاه القرار الأميركي بشأن إقصاء كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا عن اجتماع لوس أنجلوس ، وهذه الرسالة تعنى انه مصمم على مواجهة الصلف الأمريكى ، وان نجاحات تحققت فى هذا الصدد ، وأخرى ستتحقق ، وآخرها اختيار الشعب الكولومبي لرئيس من الجبهة التى لن تقبل بالخضوع لواشنطون وإنما تريد الاستقلال والانعتاق ورفض الهيمنة الأمريكية.
وفى جولته هذه اراد مادورو ان ينبه أمريكا وكل الرافضين لسياساتها الاستعمارية ، اراد ان يقول لهم على السواء هناك عالم جديد قد ولد وبتنا نتحدث فعلاً عن ولادة إنسانية جديدة نسير جميعاً نحوها ، وهذا يبشر بافول شمس الظلم والبلطجة التى دابت أمريكا على مملرستها باستمرار ، وقال مادورو ان احد أبرز عوامل الأهمية فى جولته هذه انها تتعلق بالعالم الجديد والإنسانية الجديدة التي نبنيها معاً ، ومضى يوضح كلامه قائلا ان العالم الجديد هو عالم بدون إمبراطوريات مهيمنة حيث لا يكون فيه أحد بمفرده الشرطي والقاضي ، وقال نريده عالماً حيث نكون جميعاً متساوين ونحترم بعضنا البعض بغض النظر عن حجم البلد أو الدولة ، ويلزم ان يتالف هذا العالم من عدة أقطاب ويسعى إلى التنمية الاقتصادية والعلمية.
وأضاف الرئيس مادورو يقول لمست في محادثاتي مع قادة الدول وجود إجماع جديد من نوعه بشأن وجود مخاض وولادة جديدة للإنسانية ، وان يسود السلام والتفاهم ويأتي القانون الدولي أولاً وفى رسالة بالغة الى أمريكا وكل دول الاستكبار قال مادورو إن هيمنة الإمبراطوريات في العالم في مرحلة الانهيار لأن دولاً ومناطق جديدة ظهرت في النظام العالمي وكل يبحث عن مساحته ، وانه لم تعد هناك إمكانية لأن يتعاطى أي بلد على أساس أن هناك قوة مهيمنة تتولى إصدار الأوامر والتعليمات وغيرها.
وتحدث مادورو عن صمود شعبه بوجه العقوبات قائلا تجاوزنا كل التهديدات والعقوبات القاسية والإجرامية والتى باتت جزءاً من زمن ولى وكان مهما لمادورو ان بجدد دعمه لنضال الشعب الفلسطينى فقال ان بلاده تؤكد موقفها الدائم حيال القضية الفلسطينية ، وتؤيد حق الشعب الفلسطينى فى نيل الاستقلال وبناء دولته ، وأكد رفضهم القاطع لسياسة التهديد بالحرب والعدوان والعنف بحق الفلسطينيين انه رجل فنزويلا القوى الذى يقول للاحرار لاتخافوا أمريكا فهى ليست الا نمرا من ورق.
سليمان منصور