هنأ رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك الأمة السودانية بمناسبة عيد الفطر المبارك وفيما يلي تورد (سونا) نص التهنئه :
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وكل عام وأنتم بخير وسلامة وسلام وأمن واستقرار
أيها الشعب الكريم
أحييكم في هذا العيد الذي يمر علينا وبلادنا مازالت تحتاج وبشدة لسواعد بناتها وبنيها من أجل إنجاز التحول الديمقراطي الحقيقي، واستكمال البناء المؤسسي المطلوب، وصولاً للوطن الذي نحلم به خيِّراً ديمقراطياً.
كان الرجاء أن يأتي هذا العيد والنهضة الشاملة في طور التحقق، والاستقرار قد اكتملت ملامحه أو كادت، ولكن تجدد حزننا بحادث ٢٩ رمضان المؤسف. وكما ذكرنا في بيان سابق، لن يهدأ لنا بال حتى نتوصل إلى الحقيقة، وحتى يتحقق العدل. لقد أدت الصراعات القبلية إلى إزهاق أرواح غالية في عدد من أقاليم السودان خلال العام الماضي نتيجة صراعات وبمسببات مختلفة. وسواء كان من فقدنا في العاصمة أو الأقاليم، ففقد هذه الأرواح هو فقد للسودان أجمعه؛ فقد لعناصر كان يمكن لها أن تعمل في تشييد وبناء الوطن.
لقد جئنا لهذه المواقع بعد تضحيات كبيرة قدمها أبناء وبنات الشعب السوداني، والمسؤولية تحتم علينا أن نقوم بواجبنا للمساهمة في تحقيق أماني شعبنا في إقامة العدل والسلام والحرية، ولذلك كان لزاماً علينا أن نهنئ الشعب السوداني بعيد الفطر المبارك، وفي نفس الوقت، نجدد العهد بمواصلة السعي لبلوغ الغايات المنشودة، وسيمتد سعينا في جميع الاتجاهات دون ترك شأن من أجل شأن آخر، فالذي ينتظره الشعب هو الحرية الكاملة، والسلام الشامل، والعدالة الشاملة؛ وهذه الغايات لن تتحقق دون مزيد من البذل والعطاء، بكل تجرد وهمّة، وبأجندةٍ وطنيةٍ واضحة، نُقدِّم فيها مصلحة بلادنا وأهلها على كل مصلحة، هذا، ولتكن الأرواح الغالية للأبرياء دافعاً للاستمرار في طريق بدأ بالتضحيات غير المشروطة، وبإذن الله سينتهي بالخير غير المحدود، والحقِّ غير الممنوع.
شعبنا الصابر،،،
نؤكد أننا لن نكتفي ببذل الوعود للشعب، ولن نقف مكتوفي الأيدي في القضايا المبدئية التي ثاروا من أجلها، ورغم قدرتنا على تمييز الحدود الفاصلة بين واجباتنا وواجبات الآخرين في السلطة الانتقالية بمختلف مؤسساتها، ورغم أن هناك مسؤوليات تنفيذية تحتاج منا لمزيدٍ من النشاط والمثابرة لإنجازها، ورغم حرصنا الشديد، ومنذ تسلُّمنا لهذه المهمة، على تحقيق مبدأ الفصل بين السلطات وترسيخ المؤسسية في الدولة، إلا أن الواجب يُحتِّم علينا أن نحرص على قيام مؤسسات الدولة كافة، بكامل واجباتها وفي مواقيتها، فالعدالة التي تتأخر تتحول إلى ظلم، والحق الذي لا يُوفى كاملاً يُرجِّح كفة الباطل، ولذلك، فإن المؤسسات العدلية لابد أن تعي الظرف الذي تمر به البلاد، وحساسية الملفات التي بيدها، ودور هذه الملفات في تحقيق مشروع التحول الديمقراطي الشامل إن بلغت منتهاها. وبذات القدر يجب أن نعمل على إصلاح المؤسسات الأمنية، لتؤدي دورها في حماية الوطن والدستور والديمقراطية. وفي هذه المناسبة، أود أن انتهز هذه الفرصة لأحيي القوات النظامية وهي تؤدي دورها في حماية الوطن.
شعبنا الأبي،،،
نعلم صعوبة الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد والتي بذلت الحكومة جهداً كبيراً لتخفيف وطأتها عبر مشروع اصلاح اقتصادي شامل، كانت أهم نتائجه عودة السودان إلى محيطه الدولي، وبداية انعتاقه من قيد الديون الثقيل، وإعادة إحياء قطاعاته الإنتاجية والاهتمام بالإنتاج، وما ملحمة زراعة وحصاد القمح الأخيرة إلا نموذجاً لذلك. ونحن كلنا عزم وعلى ثقة في قدرتنا على تعزيز تعافي الاقتصاد السوداني.
ختاماً،،،
إن وحدة وتماسك قوى الثورة كافة شرط مهم لاستكمال مهامها، ومنع أعداء الثورة من بلوغ غاياتهم في زعزعة الثقة بين مكوناتها، وهذا لن يتحقق إلا بمزيدٍ من الشفافية في طرح القضايا، والتماسك، والمضي معاً نحو تحقيق أهداف الثورة دون تهاون أو تباطؤ، ودعوتنا من هنا، لكل القوى التي ساهمت في إنجاز ثورة ديسمبر المجيدة، أن تسعى لفتح حوارٍ شاملٍ وجاد فيما بينها، للاتفاق على المسار الذي يؤدي إلى ما ينتظره منهم هذا الشعب الصابر، وندعوهم إلى إغلاق الباب أمام محاولات تأجيج الخلاف والنزاع بين بعضهم البعض، وذلك لن يكون إلا بالتقارب والتواصل المستمر، والبحث عن المشتركات التي تُعينهم على تحقيق ما وعدوا به الشعب السوداني، وذلك بروح المسؤولية، وبمبدأ الحفاظ على الوطن، وبحق الشهداء والجرحى والثوار الأبرار، الذين قدَّموهم لقيادة التغيير.
أُجدِّد التهنئة بالعيد، وأتمناه أن يعود وبلادنا في سلام ووئام واستقرار.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.