أفادت “تايمز أوف إسرائيل” بأن رئيس جهاز الشاباك عقد في واشنطن اجتماعات مع مسؤولين أمريكيين كبار وسط قلق أمريكي متزايد بشأن الوضع الأمني في الضفة الغربية وتدهور السلطة الفلسطينية.
وقال مسؤول إسرائيلي للصحيفة إن اجتماعات رونين بار رئيس الشاباك، التي بدأت الخميس، ستشمل اجتماعات في البيت الأبيض ووزارة الخارجية ووكالة المخابرات المركزية، لكنه لم يحدد ما إذا كان بار سيجتمع مع رئيس وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، الذي شارك عن كثب في الجهود الأمريكية لتحقيق الاستقرار في السلطة الفلسطينية، بحسب قول الصحيفة.
وزار واشنطن هذا الأسبوع أيضا، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي اللذان عقدا اجتماعات مع مسؤولي البيت الأبيض ووزارة الخارجية.
وفي هذا الصدد، أعاد جيك سوليفان التأكيد على التزام إدارة بايدن “بتعزيز أمن إسرائيل وتكاملها الاقتصادي في جميع أنحاء الشرق الأوسط”، و “شدد على الحاجة إلى اتخاذ خطوات إضافية حاسمة لتحسين حياة الفلسطينيين، ولتحقيق منطقة أكثر سلاما وازدهارا وتكاملا”.
وبحسب الصحيفة، فإن بيرنز كان اعتبر في فبراير الماضي، أن “الوضع الحالي بين إسرائيل والفلسطينيين بدأ يشبه عنف الانتفاضة الثانية”.
وأوردت الصحيفة العبرية أنه “من خلال تقديم نهج أكثر اعتدالا لخصومه من حركة حماس، شهدت السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس انخفاضا حادا في شعبيته في السنوات الأخيرة وسط غياب عملية سلام ومزاعم الفساد ورفض عباس إجراء الانتخابات منذ عام 2005، ما أسهم بشكل أكبر في انعدام ثقة الجمهور”.
وتصاعدت التوترات بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ أداء الائتلاف الحكومي الجديد في إسرائيل اليمين في أواخر ديسمبر بقيادة بنيامين نتنياهو، وهي حكومة ينظر إليها على نطاق واسع على أنها الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، حيث فرضت سلسلة من العقوبات ضد السلطة الفلسطينية في أوائل شهر يناير ردا على مبادرة الأخيرة الناجحة في الأمم المتحدة لجعل محكمة العدل الدولية تدلي برأيها في سلوك إسرائيل.
في أواخر يناير شن الجيش الإسرائيلي غارة على مدينة جنين شمال الضفة الغربية قُتل خلالها تسعة فلسطينيين، من بينهم مدني واحد. ودافعت إسرائيل عن العملية كإجراء ضروري لمكافحة الإرهاب. لكن السلطة الفلسطينية ردت بالإعلان عن قطع تنسيقها الأمني مع الجيش الإسرائيلي (على الرغم من أن عباس أخبر بيرنز في وقت لاحق أن العلاقات قطعت جزئيا فقط)، وفق ما أوردت الصحيفة.
ومع ذلك، ظلت الضفة الغربية على حافة الهاوية لأكثر من عام حيث فقدت السلطة الفلسطينية سيطرتها بشكل كبير على مساحات شاسعة من الأراضي وعملت الجماعات الفلسطينية المسلحة على ملء الفراغ، مع تصاعد الهجمات التي تستهدف المدنيين الإسرائيليين والقوات العسكرية، وفق “تايمز أوف إسرائيل”.
منذ بداية العام، تسببت الهجمات الفلسطينية في إسرائيل والضفة الغربية في مقتل 20 شخصا وإصابة العديد بجروح خطيرة، فيما شن الجيش الإسرائيلي غارات ليلية متكررة، لا سيما في شمال الضفة الغربية، والتي غالبا ما يسقط خلالها قتلى.
وقتل ما لا يقل عن 114 فلسطينيا من الضفة الغربية في عام 2023 – معظمهم خلال اشتباكات مع قوات الأمن، لكن بعضهم كانوا مدنيين غير متورطين أو قتلوا في ظروف لا تزال قيد التحقيق.
المصدر:RT