وصلت رئيسة البرلمان الأمريكي الديمقراطية نانسي بيلوسي الأحد، إلى العاصمة الأوكرانية كييف، في زيارة غير معلنة.
والتقت بيلوسي بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، دون الكشف عن تفاصيل اللقاء.
بدوره، قال زيلينسكي بعد انتهاء اللقاء: “شكرا للولايات المتحدة للمساهمة في حماية سيادة دولتنا ووحدة أراضيها”.
وأرفق الرئيس الأوكراني فيديو يظهر فيه محاطا بحراس مسلحين لدى استقباله بيلوسي ووفد من الكونغرس أمام مقر الرئاسة في كييف، ومن ثم اجتماع مع المسؤولين الأمريكيين.
وقال زيلينسكي إن جنوده “دمروا أكثر من 1000 دبابة روسية وما يقرب من 200 طائرة روسية، بالإضافة إلى قرابة الـ2500 مركبة قتال مصفحة”، مضيفًا أن “هذه الحرب أضعفت روسيا بالفعل لدرجة أنها اضطرت إلى التخطيط لعدد أقل من المعدات العسكرية للاستعراض في موسكو”.
تدمير مدرج مطار
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، عن تدمير مدرج مطار أوديسا، ومخازن أسلحة أمريكية وأوروبية بصواريخ “أونيكس” عالية الدقة.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، قوله إن “القوات الجوفضائية الروسية قصفت بصواريخ جوية عالية الدقة 7 منشآت عسكرية من بينها: أربع نقاط لتجمع القوات العسكرية وتركيز المعدات، بالإضافة إلى 3 مستودعات لأسلحة الصواريخ والمدفعية والذخيرة في مناطق بجمهورية دونيتسك الشعبية ومناطق في مقاطعة خاركوف”.
ودمر الطيران العملياتي والتكتيكي نظامين من أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات من طراز “إس-300” الأوكرانية في منطقتي زابوروجيه وأرتيموفسك.
وأسقطت الدفاعات الجوية الروسية مقاتلتين من نوع “سو-24” في مقاطعة خاركوف، بالإضافة إلى قتل 200 جندي أوكراني خلال 24 ساعة، بحسب موسكو.
وتم قصف مستودعات للذخيرة والوقود في زابوريجيا، بالإضافة إلى 15 نقطة تمركز للقوات الأوكرانية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع إنه نتيجة للضربات فقد تم القضاء على حوالي 140 فردا وتدمير 19 عربة مصفحة تابعة للقوات الأوكرانية.
وبحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة الدفاع الروسية ارتفعت الخسائر التي تكبدتها القوات الأوكرانية منذ بداية العملية الخاصة لحماية دونباس إلى 145 طائرة، و112 مروحية، و672 طائرة مسيرة، و281 منظومة صواريخ مضادة للطائرات، و2703 دبابات ومركبات قتالية مصفحة أخرى، و312 قاذفة صواريخ متعددة، و1203 مدفعيات ميدانية ومدافع هاون، بالإضافة إلى 2514 وحدة من المركبات العسكرية الخاصة.
إجلاء من ماريوبول
أُخرجت مجموعة أولى من المدنيين ليل السبت الأحد من مصنع آزوفستال للصلب، آخر جيب للمقاومة الأوكرانية في ماريوبول بشرق أوكرانيا، وهي المنطقة التي يركز فيها الجيش الروسي معظم قوته.
ويمثل خروج عشرين مدنياً من تحت الأرض من هذا المجمع الصناعي الضخم خطوة أولى من نوعها، إذ فشلت كل محاولات الإجلاء السابقة في هذه المدينة الساحلية الواقعة في جنوب شرق البلاد والتي دمرت بشكل شبه كامل بعد أسابيع من الحصار.
وقال سفياتوسلاف بالامار، نائب قائد كتيبة آزوف التي تؤمن حماية هذه المنطقة الصناعية، إن “عشرين مدنيا هم نساء وأطفال نُقلوا إلى مكان مناسب، ونأمل في إجلائهم إلى زابوريجيا الواقعة في الأراضي الخاضعة لسيطرة أوكرانيا”.
وقبل ساعات، كانت وكالة تاس الروسية للنباء أفادت بأن 25 مدنيا بينهم ستة أطفال غادروا مجمع آزوفستال الصناعي حيث تقول كييف إن مئات من المقاتلين والمدنيين الأوكرانيين لا يزالون يحتمون في شبكة أنفاق تعود إلى الحقبة السوفييتية.
وأشار بالامار إلى أن “كتيبة آزوف تواصل إزالة الأنقاض لإخراج المدنيين. نأمل في أن يستمر هذا الإجراء حتى نتمكن من إجلاء جميع المدنيين”.
وتطرق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى هذا الموضوع في كلمة له عبر الفيديو مساء السبت، قائلا: “نبذل قصارى جهدنا لضمان تنفيذ مهمة الإجلاء من ماريوبول”.
الزحف نحو دونباس
في الشرق الأوكراني تحديدا، يسعى الجيش الروسي المتفوق عددا وعدة على خصمه الأوكراني والمسلح بشكل أفضل، إلى محاصرة القوات الأوكرانية من الشمال والجنوب، من أجل إحكام سيطرته على دونباس.
ويتعلق الأمر بـ”المرحلة الثانية” من “العملية العسكرية الخاصة” التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 24 شباط/ فبراير بعد انسحاب القوات الروسية من شمال أوكرانيا ومن منطقة كييف بعد فشلها بالسيطرة عليها.
وقالت إيرينا ريباكوفا المسؤولة الاعلامية في اللواء 93 التابع للقوات الأوكرانية إن “الأمر ليس كما كان عام 2014، لا توجد جبهة محددة على طول محور”، في إشارة منها إلى الحرب التي تواجهت فيها كييف مع انفصاليين موالين لروسيا في هذه المنطقة منذ ثماني سنوات ولم تتوقف بشكل نهائي.
وأضافت: “قرية لهم وقرية لنا: يجب تصوّر رقعة شطرنج”، مشددة على أنه “ليس بمقدورنا الآن أن نُبعد العدوّ”.
وحذر زيلينسكي السبت من أن الروس “شكّلوا تعزيزات في منطقة خاركيف، محاولين زيادة الضغط في دونباس”.
وحذر الرئيس زيلينسكي السبت من أن الروس “أرسلوا تعزيزات إلى منطقة خاركيف محاولين تكثيف الضغوط على دونباس”.
توازيا، قال مسؤول عسكري أوكراني كبير مساء السبت، إنه أبلغ رئيس أركان الجيش الأمريكي مارك ميلي “بالوضع الصعب في شرق بلادنا، خصوصًا في منطقتي إيزيوم وسييفيرودونيتسك، حيث ركز العدو معظم جهوده وقواته الأكثر استعدادًا للقتال”، في إشارة إلى المدينتين الواقعتين تقريبًا في محور خاركيف ولوغانسك.
وقال الجنرال فاليري زالوجني في صفحة فيسبوك الخاصة بأركان الجيش الأوكراني: “رغم الوضع المعقد، فإننا نؤمّن الدفاع ونحافظ على خطوط المواجهة والمواقع التي نتّخذها”.
وتتعرض المناطق الواقعة في شمال شرق خاركيف، ثاني مدن البلاد التي كان عدد سكانها نحو 1.5 مليون نسمة قبل الحرب، لقصف بصواريخ روسية يوميا، ما يتسبب في مقتل مدنيين.
روسيا تفكر بـ”المصادرة”
قال فياتشيسلاف فولودين رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما) اليوم الأحد، إن على بلاده مصادرة ممتلكات لغربيين ردا على مقترح من الرئيس الأمريكي جو بايدن بنقل الأصول المجمدة من النخبة الروسية لأوكرانيا.
وكثف بايدن يوم الخميس من الدعم لأوكرانيا وطلب من الكونغرس حزمة مساعدات بقيمة 33 مليار دولار والسماح للدولة بوضع يدها على مزيد من الأصول التي يملكها الأغنياء الروس ومنحها لأوكرانيا.
وأضاف فولودين أن اليخوت والفيلات الفاخرة التي يملكها الأثرياء الروس لم تساعد على تنمية روسيا لكن الغرب بدا أنه يريد أن يقوم فحسب “بسرقتها”.
وكتب فولودين، الذي عادة ما يعبر عن آراء الكرملين، في قناته على تليغرام: “من الصواب اتخاذ إجراءات مماثلة حيال الأعمال في روسيا التي يأتي من يملكونها من دول غير صديقة اتخذت فيها مثل تلك الإجراءات، صادروا تلك الأصول”.
وقال: “العائدات من البيع يجب أن تستخدم لتنمية بلادنا… سابقة خطيرة تم إرساؤها ويجب أن تعود فتضرب أمريكا مثل الكرة المرتدة”.
وبعد أن فرض الغرب عقوبات على روسيا لغزوها أوكرانيا، يتجه الاقتصاد الروسي الذي يقدر حجمه بنحو 1.8 تريليون دولار، لأكبر انكماش منذ السنوات التي تلت انهيار الاتحاد السوفييتي في 1991 في ظل ارتفاع حاد في التضخم.
وبدأ نقل كبير للأصول الروسية مع زيادة نفوذ الدولة على الاقتصاد، كما قامت شركات استثمار غربية كبرى مثل بي.بي العملاقة للطاقة وشل بالخروج منها بينما يحاول أثرياء إعادة هيكلة إمبراطورياتهم المالية.
وعلى هذا الأساس، باع ملاك غربيون حصصهم الروسية أو سحبوا عملياتهم ولم يتضح بعد ما هي الأصول المهددة في روسيا.
وأشار فولودين في تصريحاته إلى ليتوانيا ولاتفيا وبولندا والولايات المتحدة على أنها الدول التي شاركت في “سرقة” الأصول الروسية.
المصدر: عربي21