أخبار السودان :
ذكريات العيد .. الالم والأمل
من منا لم يجد العيد هذا العام مختلفا عن كل عيد؟
من منا لم تختلط عنده مشاعر الفرح بالعيد مع مشاعر الحزن لما اصاب البلد ، ومشاعر الهم والغم لما ينتظر الناس من تداعيات ماظهر منها الان صعب احتماله فكيف بالمجهول الاتي في ظل تعقيدات تزيد كل يوم ، وازمة لم تتضح الرؤية حولها ، ولم يتبين الناس أفق ما ستشهده الأيام القادمة من مصير مظلم قاتم مخيف.
كثيرون عاشوا بين الأمل بانقشاع المحنة والألم من هذا الذي ينتظرهم ، وفي هذه الظروف سطر البعض خواطر حول العيد سننقل بعضها علها تسهم في بيان بعض الصورة وبث الأمل بغد افضل بإذن الله.
كتب أحدهم :
يوم زي دا كُلنا كان عندنا واجبات ( عيد ) .. فينا البكون شغال بوماستيك في البيت وفينا الطالع فوق حاجة وبنضف في المراوح .. والمنتظرنو يركب الستاير … والبنات من بعد المغرب ببدوا نضافة العيد البتكون ضافة بضمير تحت الجلوس وتحت الستاير .. وطبعاً المراتب بتكون بدون ملايات لانو الملاية حتتفرش الصباح مع مواعيد الصلاة وإياك تدخل على المكان النضفوه .. وريحة البخور ما تديك الدرب …وفي مساطب صوالين الحلاقة الشباب قاعدين منتظرين دورهم عشان يحلقوا ويمشوا يصلو العيد .. مع زحمة السوق واصوات الخرفان في كل شارع ونسمة الصباح وتعبك وانت راجع من بعد سهر يوم متواصل بدون نوم وقدام كل بيت في زول بقش قدام بابه ..ومعايدة بعد الصلاة وندخل كل بيوت الحي وشفع الحلة بتجارو وبلعبوا بالطلق ( دي حنمنعها تاني ) .. وبعدها يبدا موضوع الضبيحة وتجهيزات احتياجات الضباح وفي الاخر يحنكك الجلد والباسم .. يمشي الضباح ويبدا دق الجرس يا جماعة الشية دي ما طلعت .. وتبدا تلقط من الصاج .. نجي نفطر ونشرب كباية الشربوت .. وبالزبط الساعة اتنين ضهر تلقى البيت هادي وصاني والكل نايم …
بإذن الله ننوم ونصحى على واقع مختلف وترجع لينا ايامنا الحلوة ونعيش ايام جديدة مليانة هنا وسعادة بُكرة الهم يفوتنا ونرجع لي بيوتنا
وكتب اخر :
كل عام وانتم بخير ، طوال عمري لم اشهد ظروفا كهذه ، عشت طفولتي في عهد نميري وكنت ايام انتفاضه أبريل شابا ، وفي ايام الديمقراطيه كنت طالبا جامعيا ، والإنقاذ وما بعدها حتى اليوم هذا.. لم يحدث أن رأيت موظفي بلدي، يعيشون عيدا بمثل هذه الظروف أشهر من غير مرتبات.
المعلمون انجزوا واجبهم عام دراسي، امتحانات بتعب وإخلاص، ومرتباتهم لم تات، ورأيت الحزن يكسو كل الوجوه ليه بس،؟؟ دوله بوزير ماليتها وولاتها. وضرائبها وووالخ ماهيه مافي، من كان قبلهم مهما كانت الظروف كانوا بعالجوها اما انتم من تجلسون في وظائف شغلها هذا عجزتم عن أي شي ومطلوب من هذا الذي، يعيش، بدون راتب أن يساهم في حرب شردته وحرمته من أبسط، حقوق البشر… الحمد لله الذي يسخر والحمد لله الذي، جعل في حياتنا غيرهم اخوه واهل.. وصاحب دكان يتحملنا والله صاحب الدكان البسيط، في الحله هو احن من كل من يحمل اسم وزير أو رئيس ، جبنا الضحية رغم كل الظروف ، وعشنا العيد وفي القلب حسره ، اعزاء رحلوا فجأة..
ثم ماذا بعد ؟ حزين وانا ارى جيران ممن تركوا منازلهم بالخرطوم وأصبحوا من اهل قريتنا بيوت تركوا كل مقتنياتهم هناك وعيد وبأي حال.. ثم والله حزين على شاب يحتل بيوتهم وينوم ويأكل وربما يصلي في بيت مغصوب وهو لا يدري ولا يهتم اتجوز الصلاة في البيت المغصوب؟ ترى يوم يقوم فردا يوم القيامه ويجد صاحب البيت أمامه يطالبه بحقه هل تصور هذا الإنسان أن رحمة الله وشفاعة النبي لن تسعف هنا الا حق الناس، لا يغفره الله ابدا ربنا الرحيم يغفر كل شي الا الحقوق فهي لأصحابها وفي ذلك اليوم مافي زول بخلي حقو اما يردمك من سيئاته وأما ياخذ من حسناتك مقاصه مافيها مجامله…ومن يعمل مثقال ذرة شر يره..
دعاء لمولانا الحسين ع يوم عاشورا وهو يحمل جسد طفله الرضيع بعدما ذبحه ذلك السهم قال هون ما نزل بي انه بعين الله. هي كلمات تتضمن كل العرفان وكل المعاني فلنردد دوما عند المصائب هون ما نزل بنا أنه بعين الله. وكل شي، يهون دون غضب الجبار. . كل سنة وانتوا طيبين..
اخر كتب كلمات معبرة تصلح ان تكون تعبيرا عن حال كثيرين ، ومما قال :
يا بيتنا المقفول كيف الخرطوم
كيف الجيران وحلتنا عموم
لسة الطائرات بي فوق بتحوم؟
ولسة الدانات ما وقفت يوم؟
ماكان في البال مرقتنا
ولا كان في الخاطر هجرتنا
يا بيتنا امانة عليك
أشجارنا وحديقتنا
وطيور بتغرد تسأل من غيبتنا
في ضل النيمة مكان لمتنا
يا بيتنا امانة عليك
ما تنسا اللمة الجمعتنا
وما تنسا الحرب الجبرتنا
وفارقنا ديارنا وحلتنا
يا بيتنا امانة عليك
خليك صنديد راكز وعنيد
ماتتأثر بي دانة او طائرة ميج
حصنتك بالمولي ينجيك
ويجمعنا تاني من جديد
ببركة قبايل العيد السعيد
سليمان منصور