أخبار السودان : أثارت كلمة (دوشة ) التي أطلقها د. جبريل إبراهيم وزير المالية منددا بطوفان الرفض الشعبي من قبل مزارعي الولاية الشمالية بعد الزيادة الكارثية لاسعار الكهرباء ،أثارت غضبا موازيا في الكم والكيف لزيادة تعرفة الكهرباء ، حيث مهدت الطريق مباشرة لاغلاق طريق شريان الشمال الحيوي ، كيف لا وهناك ما يقرب من مليون مزارع يمتهنون الزراعة علي شواطئ نهر النيل ومنذ الخليقة ، وبعد أن أصبحت الكهرباء عاملا أساسيا بعد زوال العوامل التقليدية في نظم الري والفلاحة.
تصاعد الاحتجاجات مقرونا بمفردة (دوشة) قاد مجلس السيادة الى إلغاء التعرفة الكهربائية الجديدة في تجاوز لوزارة الكهرباء والمالية قد لا يضع إطارا قانونيا في الرجوع عن تلك الزيادات ويقع ذلك في إطار الفوضي الضاربة منذ إنقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر .
قد لا يدرك جبريل ابراهيم تلك العلاقة الوثيقة بين (الألسنية) وحساسيتها حينما ترتبط بمنصب وزارة المالية ومن أقرب الأمثلة لذلك فقد كانت تصريحات د.هبة محمد علي الوزيرة السابقة للمالية المشاترة في الكثير من الأحيان تحدث إضطرابا في إستقرار العملة وكم كان تجار العملة يتصيدون تصريحاتها .
بالنسبة لتصريحات جبريل إبراهيم فهى (مفخخة ) لانه أتى للمنصب كسياسي وفق اتفاقية (جوبا) التي لم تحسم صراع السلطة والثروة في السودان ، والآن يدير وزارة دون رئاسة وزراء وظل متمسكا بمنصبه كوزير للمالية أقرب الى مقولة (حمرة عين )كما يقولون مسنودا بحركة مسلحة ، و يتصرف في وزارة مالية أجازت ميزانية العام 2022 بوكلاء الوزارات ولأول مرة في تاريخ السودان .وقد عرف عنه بغضه اللامحدود لقرارات لجنة ازالة تمكين نظام الثلاثين من يونيو ، وإذا به يسعي لتمكين خاص به وهو ما جعل صندل حقار الرجل الثاني في حركة العدل والمساواة يشيد علانية الشهر الماضي في مطار الفاشر بالدعم السخي لوزارة المالية المقدم لقيادة الجيوش المشتركة العاملة في دارفور . وقد تم ذلك دون (دوشة).
وبالأمس القريب واجه جبريل ابراهيم مطالب المزارعين بمشروع الجزيرة وضرورة توفير الأسمدة للعروة الشتوية ،قائلا (ما عندنا قروش) أي نعم هكذا ! وكانما هو يدير حانوتا أو أسرة يصحو علي حاجاتها الصباحية ،كيف نفهم ذلك في ميزانية تمت إجازتها فقط قبل ثلاث أسابيع و (ما عندنا قروش).
وعليه فإن جبريل ابراهيم سيعيش في دوامة (دوشة) لا حد لها وهو مستعصما بوزارة مالية باعتبار انها مكتسبا استراتيجيا للذراع الطويل وهي أقرب ما تكون محفظة نقود خاصة منها الى وزارة منوطا بها مواجهة حاجات البلاد وعثراتها المالية .
المصدر: سودانایل