إبتغى نائب رئيس المجلس السيادي الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي أن يدفع بورقة ضغط على المجتمع الدولي ، ولوح مهدداً امريكا والإتحاد الأوربي أن لا خيار لهم غير دعم الحكومة الجديدة في السودان لتفادي أزمة اللاجئين، وأكد حميدتي في حوار موقع الأخبار الاوربي (بوليتيكو يوروب) أن التزامهم تجاه المجتمع الدولي والقانون ان يبقى هؤلاء الناس بعيدين عن الحدود لأنه في حال فتح السودان الحدود ستحدث مشكلة كبيرة في جميع أنحاء العالم).
ويتجه دقلو الى أسلوب المقايضة لأنه يعيش حالة من القلق بالغة التعقيد بسب تلويح الكونغرس بفرض عقوبات على العسكريين ، فبالرغم من الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، فإن أعضاء الكونغرس لم يتخلوا عن إصرارهم طرح مشروع العقوبات الفردية على «معرقلي الديمقراطية والسلام والمحاسبة في السودان ، وهذا مالم يضعه العسكريون في الحسبان ، وظنوا أن اتفاقهم مع حمدوك وعودته الى منصب رئيس الوزراء يمكن أن يشكل لهم حصناً منيعاً من العقوبات.
و تُضيّق واشنطن الخناق على القادة العسكريين لأنهم يواجهون اتهامات بعمليات فساد وتهريب موارد البلاد ، وكانوا سبباً في الانقضاض على المكتسبات الديمقراطية الأمر الذي دعاهم إلى إزاحة لجنة إزالة التمكين التي تمتلك معلومات موثقة حول فساد العسكريين.
فتصريحات دقلو تكشف عن نفوذ الدعم السريع وسيطرتهم على مقاليد الحكم في السودان، فمن الذي يجب ان يتحدث عن قضايا الحدود فتحها وإغلاقها، المجلس السيادي أم الدعم السريع ؟
وقيادة الجيش هي المنوط بها حماية الحدود ومحاربة الهجرة غير الشرعية، وليس قائد الدعم السريع، الذي خرج يهدد المجتمع الدولي بصفته الرجل الأول في الدولة.
فقرارات وتصريحات دقلو تكشف عن مدى هيمنة وسيطرة قوات الدعم السريع ، وتؤكد انها تجذرت وتمكنت واستقوت، للحد الذي يجعل قائدها يستخدم مثل هذه القضايا السيادية كبطاقات ضغط لحماية نفسه ومصالحه، بالرغم من انه يعلم أن قواته شريكة في جرائم ضد الإنسانية يصعب غفرانها.
ويضع حميدتي على طاولة المجتمع الدولي عدداً من الأصناف للابتزاز حتى (ينفد بجلده) وللمجتمع الدولي ان يختار منها مايشاء، او يأخذها مجتمعة ، ويقول ( لابد ومن الضروري تسليم الرئيس المخلوع عمر البشير، و يذهب الى أبعد من ذلك ليضحي بالمخلوع من أجل حماية نفسه وليس من أجل تحقيق العدالة، ويقول (أنا لها) عندما أكد استعداده لهذه المهمة : ( أتعهد والتزم بتسليم الرئيس المخلوع عمر البشير للمحكمة الجنائية)، هذا الالتزام الشخصي لم يصرح به من قبل ، فمن سخرية القدر أن البشير جاء بدقلو الي الخرطوم لحمايته وليس لتسليمه الجنائية.
ويواصل حميدتي في البحث عن (مخرج) بمزيد من الأوراق لكسب رضا الكونغرس والإدارة الامريكية ، فربما ماذكره عن عمله في محاربة الهجرة غير الشرعية، لا يكفي وانه ربما يحتاج المزيد من نسج خيوط الإقناع عله يخيط له ثوباً واقياً ويقول (ان اوربا وأمريكا ليس أمامهم سوى دعم الحكومة الجديدة في السودان لأن الجيش السوداني يمكن أن يساعد في إنهاء الصراعات في الدول المجاورة ( ليبيا وإثيوبيا واريتريا وجنوب السودان ) وكأن حميدتي أفقه من المجتمع الدولي في مساءلة الحسابات السياسية ، فأمريكا ليست بحاجة لعقلية حميدتي حتى يؤثر في قراراتها لا سيما ان كان وجود حميدتي والبرهان يعيق مصالحها في المنطقة، فما يقوم به حميدتي يمكن ان تقوم به القوات المسلحة التي تحارب الآن في حدود أخرى من البلاد ، فمحاسبة الجنرالات العسكرية على أفعالهم وجرائمهم وفسادهم لا يعني ان امريكا ستستغنى عن دور الجيش والقوات المسلحة في السودان، حتى يختصر حميدتي هذه المهمة في شخصه وصديقه البرهان.
ويقول حميدتي: ( يجب ادراج السودان وقوات الدعم السريع في المناقشات الدولية حول مستقبل المنطقة) ، وكأن الرجل يتحدث عن دولة قواته ومملكتها، بجانب دولة السودان ، فالرجل هنا يثبت مايريد نفيه انه ومن خلال النهب المتواصل لموارد السودان ومعادنه، واقتصاده الموازي والضخم لاقتصاد البلاد، يجب أن تضع امريكا الف حساب لدولته، لكن بهذا الحديث يدفع حميدتي عنه العقوبات أم يجلبها اليه ؟!
طيف أخير :
سَتمطر الأرضُ يَوماً رغم شِحّتِها، ومِن بطونِ المآسي يُولَدُ الأملُ
المصدر: کوش نیوز