دماء الشهداء تزهر وتثمر عزا ونصرا
فى السادس عشر من فبراير من كل عام ، يحتفى حزب الله فى لبنان ، ومحبوه ، وعموم محور المقاومة ، يحتفون بذكرى الشهداء القادة ، الذين مضوا على طريق الجهاد ، ونالوا الشهادة ، فاصبحوا مشاعل تنير الدرب امام كل مجاهد يبتغى العزة والكرامة ، ومن تضحياتهم وجهادهم تعلم الاحرار كيف يمضون على طريق العزة ، رافضين المساومة ، حريصين على المقاومة ، حتى توجت الجهود بنصر اعقب الصبر ، وازهرت هذه الدماء ، واثمرت عزا ونصرا.
شيخ شهداء المقاومة الإسلامية الشهيد السعيد الشيخ راغب حرب كان فى خط المواجهة مع الاحتلال ، وبفضل جهوده وجهاده تم وضع اللبنات لهذا البناء الصلد المتماسك ، الذى أصبح اليوم احد من المؤثرين الفاعلين فى المنطقة ان لم يكن اهمهم.
كان الشيخ الشهيد فى الخط الأول للمواجهة ، رافضا إعطاء اى فرصة للعدو ليتقلقل وسط الاهالى ، وقد تولى الشيخ الشهيد دور التثقيف والجهاد الفكرى ، محددا للناس مسؤولياتهم ، مبينا التكليف الشرعى ، رافضا بشدة التعاطى مع العدو ، والتعامل معه كامر واقع ، وكانت كلمته المشهورة المصافحة اعتراف ايذانا بإطلاق حملة العزل التام للعدو ، والمباينة الكبيرة بين الناس وعدوهم ، والقبول به ، وعرف الصهاينة مدى الخطر الذى يسببه لهم استمرار الشيخ فى جهاده الثقافى (جهاد التبيين فى إحدى صوره) ، فتم اغتيال الشيخ ، وارتقى شهيدا ، وبعثت شهادته الروح فى المقاومين ، واثمر دمه الزاكى عزا ونصرا.
وجاء سيد شهداء المقاومة الإسلامية الأمين العام لحزب الله السيد عباس الموسوى ، وبنى الحزب بشكله المؤسسى ، وكان السيد مشغولا جدا بقيادة المعارك مع العدو الصهيونى ، وشكل تواجده بين المجاهدين ، وتفقده لهم ، بل وارتداؤه البزة العسكرية، وطوافه على تحصينات المقاومة ، وحمله السلاح مع جنده ، شكل ذلك دافعا كبيرا للمجاهدين ، ودعما عظيما لهم ، وهم يرون قيادتهم الجليلة بينهم بل كاحدهم فى الميدان ، وكان السيد الى جانب ذلك مهتما بالجوانب الاجتماعية ، ورعاية الضعفاء والمساكين ، وعموم اللبنانيين ، مما جعل منه ابا لكثيرين ، واخا لقطاع كبير من الناس ، الذين ازدادوا به ارتباطا ، وله حبا ، حتى إذا مضى على الطريق الذى اختطه لنفسه ، ونال الشهادة على الصورة التى سأل الله ان يمنحها له ، خرجت المقاومة من مرحلة التاسيس والبناء إلى مرحلة تثبيت معادلات الردع ، وفرض ما تحدده هى على العدو ، وكتبت دماء الشهيد السيد عباس عهدا جديدا مع الانتصارات ، التى أسس لها السيد ، وقطف ثمارها المجاهدون والمحور ككل ، على ايدى جيل من أبناء السيد وتلاميذه ، الذين أثبتوا ان مسيرة الجهاد والمقاومة تزداد القا وتوهجا كلما رويت بدماء الشهداء ، وبالذات القادة منهم ، وان استشهاد هؤلاء القادة يظل يرفد المسيرة بالمزيد من الانتصارات ، ويتجلى ذلك واضحا فى استشهاد قائد الانتصارين الشهيد الحاج عماد مغنية الذى عرفه الميدان ولم تعرفه الجماهير ، وكان عاملا مهما فى تثبيت أركان المقاومة ودوره واضحا فى ترسيخ مفهوم إزالة بيت العنكبوت والعمل على جعل هذا الأمر واقعا.
وقدعرفت أجهزة المخابرات دور الشهيد الحاج رضوان وادركوا ان العملانية قد طغت على فعله إذ لم يكن منظرا ولا كاتبا ولاخطيبا وإنما قائدا عسكريا وامنيا فذا ، وقد شهد كل من عرفه من الاعداء والاصدقاء انه كان شخصية استثنائية ، وقامة إيمانية وجهادية واستراتيجية ، وكان ثورة متواصلة ، ورجل كل المراحل ، واسهم مع إخوته وكان متقدما عليهم وقائدا لهم فى تحول المقاومة من حالة الدفاع السلبى إلى الهجوم ورسم المعادلات وفرضها على العدو ، وتطورت إنجازاته وتعاظمت حتى جاء انتصار العام الفين واندحار العدو ذليلا مهزوما بفضل جهود الشهيد عماد مغنية ، ثم جاء انتصار حرب تموز العام الفين وست وكان الشهيد صاحب الدور الابرز فى تحقيق ماتم فاستحق الرجل بحق اسم قائد الانتصارين ، وكان الشهيد بكل عظمته احد ثمار استشهاد سيد عباس ، وهاهى المقاومة تعيش اليوم تحت إشراف القيادة الكبيرة والمميزة للسيد حسن نصر الله (حفظه الله) الذى حدث فى عهده أكبر تحول فى مسيرة المقاومة .
وتعتبر مرحلة السيد هذه بما حققته من نجاحات وانتصارات بعد الصفات الذاتية للسيد تعتبر فى جزء منها قطفا لثمار انتجتها دماء القادة الشهداء على رأسهم الشهيد الحاج رضوان وقد ازهرت هذه الدماء واثمرت عزا ونصرا.
سليمان منصور