دعا الدبلوماسي الاميركي المهتم بالشأن السوداني، كاميرون هدسون، الولايات المتحدة وحلفائها، إلى تصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية، إلى جانب الضغط على العسكريين السودانيين لدعم العملية السياسية في البلاد بهدف استعادة السلطة المدنية وتأمين نجاح الانتقال الديمقراطي على المدى الطويل.
وقال مستشار الامن القومي الامريكي الأسبق، في مقال تحليلي، إن “أي ترتيبات أو إجراءات لا تستهدف قادة الانقلاب مباشرة سوف يُنظر إليها على أنها تهديد أجوف يمكن أن يسمح باستمرار الانقلاب”.
وأشار هدسون إلى أن “الخيارات متعددة لزيادة الضغط على قادة الانقلاب وحصر العواقب على المدنيين عبر إنشاء سلطة عقوبات بأمر تنفيذي جديد يعترف بالدور الحالي للعسكر في عرقلة انتقال البلاد إلى الحكم المدني والديمقراطي”.
ومن ضمن الخيارات التي أشار إليها هدسون هي “تصنيف قوات الدعم السريع كمجموعة إرهابية أسوة بالحرس الثوري الإيراني بالنظر لسجلها في مجال العنف وانتهاكات حقوق الانسان، علاوة على تعزيز المساءلة بدءاً من قتل المتظاهرين السلميين بعد الانقلاب، وانتهاءً بالمتورطين في مجازر دارفور”.
إشارات أولى
وقال هدسون إن “المضايقات والاعتقالات التعسفية للمعارضين السياسيين، وقتل ما يقرب من (100) من المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية على مدى الأشهر الثمانية الماضية منذ الانقلاب؛ مجرد إشارات أولية، على أن الجيش كان يستعيد قوته ويعود إلى قواعد النظام السابق في الحفاظ على السلطة من خلال الخوف”.
وأصدرت سلطة الانقلاب مرسوماً دستورياً برفع حالة الطوارئ في البلاد، بيد أن المرسوم لم يشر إلى أمر الإفراج عن المعتقلين على الرغم من توصية مجلس الأمن والدفاع الإنقلابي بذلك.
وقد أفرجت سلطات الانقلاب عن بعض المعتقلين، بيد أنه لا زال هناك العشرات في السجون، بحسب محامين متابعين، كما واصلت القوات الأمنية استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين السلميين.
وتأتي قرارات الانقلاب برفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين ،استجابة لضغوط دولية بهدف تهيئة الأوضاع لإطلاق حوار مباشر بين الأطراف السودانية، بتيسير من الآلية الثلاثية التي تضم البعثة الأممية في السودان (يونيتامس) والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد.
ومنذ انقلاب “البرهان حميدتي” في الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي، ظلت قوات الانقلاب الأمنية تنوع أدواتها لقمع المحتجين، حيث استخدمت مختلف أنواع الأسلحة بما فيها الدوشكا ضد المتظاهرين السلميين، كما استخدمت في الآونة الأخيرة بكثافة سلاح “الخرطوش” المخصص للصيد، مما خلف إصابات بليغة وسط الثوار يصعب معالجتها بحسب الأطباء.
المصدر: الديمقراطي