أخبار السودان :
طالب حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، بضرورة تقصير أمد الفترة الانتقالية، والتركيز على الشروع في ترتيبات انتخابية عبر شراكة مدنية وعسكرية.
وقال مناوي في تغريدة على (تويتر): “الفترة الانتقالية هي الفترة التي يجب تقصيرها ليتم التركيز في ترتيبات انتخابية عبر شراكة قوى سياسية ومدنية وعسكرية، دون إحداث أي خلل في المطالب والشعارات التاريخية تتمثل في الهامش والمركز مع إشراك اللاجئين والنازحين لضمان حقهم في إجراءات انتقالية”.
انتخابات كلفتة
وقال المحلل السياسي أحمد عابدين، إن تصريح مناوي يفتقر للموضوعية ويجافي المنطق وليس له علاقة بالأمر الواقع الذي يعيشه السودان، وتابع في إفادته لـ(اليوم التالي): “هذا نفس التفكير والعقلية التي أنتجت اعتصام القصر”، وأضاف: كان اعتصام (هوشة) ليس لديه منطق يستند عليه هي عبارة عن طمع لحظي ليس له مقومات النجاح والرؤية التي قام من أجلها الاعتصام بدليل لم يكن لديهم رئيس وزراء جاهز ولا حتى تصور لرفض أو قبول الشارع لهم، والآن انتهى إلى ما انتهت اليه البلد الآن تعيش الدولة بدون مجلس وزراء أو حكومة متفق عليها، مضيفاً أنه كان اعتصاماً يحمل في طياته اقتسام السلطة وإخراج المكونات الأخرى مع الاتفاق بفشل الأحزاب الأربعة التي كانت على السلطة، وتابع: لا يمكن بأي حال من الاحوال أن تتم الانتخابات بالصورة التي يتحدث عنها مناوي التي ستكون انتخابات (كلفتة) وزاد أن الطامعين في السلطة بإقامة نظام شمولي آخر يريدون الانتخابات بهذه الطريقة من أجل تجيير شرعيتهم ويكون الأمر الواقع لديهم حكومة شرعية منتخبة وتابع: حتى وإن أقيمت انتخابات بهذه الطريقة لن يحدث استقرار داخل الدولة السودانية، بل سيؤدي الى مزيد من الانشقاقات والتمزق ولن تكون هنالك مصالحة وطنية ولا دستور دائم ولا اقتصاد متطور ولا دولة قوية لديها جيش بعقيدة واحدة ولا حتى أحزاب محترمة ترعى العمل الديمقراطي والتحول المنشود الذي قامت من أجله الثورة ويعتبر جزءاً أصيلاً من مطالبها.
مطالبة فوق المعقول
وقال عابدين: “هذا التصريح متسرع من حاكم إقليم دارفور وطرحه كأمر واقع للشعب والذي به جزء كبير الى خارج مرحلة التصويت خاصة الذي أشار اليهم (اللاجئون والنازحون) عبر تغريدته”، موضحاً أن هؤلاء يحتاجون إلى معالجالت مليارية تفوق قدرة الدولة، مشيراً إلى أنه حال أقيمت انتخابات في أقل من سنة أو بتقصير الفترة الانتقالية بدون توافق لن تنجح وتابع: “إلا لمن يريد أن ينتهز الفرصة ويدفع العسكر لشرعنة الوضع الحالي للقفز فوق السلطة بأصوات وبمشاركة غير حقيقية من بعض الأحزاب والأطراف المستفيدة”.
واستطرد عابدين بالقول: ما ذهب اليه مناوي عن انتخابات وتوافق مع العسكر هذه ليست دمقراطية، ولكنها تصبح اتفاقية سياسية ليس إلا لتبقي العسكر في المشهد وحلفاءهم مشيراً إلى أن العملية السياسية في الفترة الانتقالية المنوط بها تجهيز الانتخابات ليست عملية شراكة بين العسكريين والمجموعات المسلحة أو بعض الأحزاب والجماعات، وإنما هي عملية يسبقها وفاق سوداني عبر مؤتمر مصالحة عام ومن ثم الآلية التي تقوم عليها الاستحقاقات الانتختابية ما يسمى بالمفوضيات إضافة الى جاهزية الأحزاب ونوه الى أن السودان يحتاج الى ثلاث سنوات حتى يتم التفكير بعقد انتخابات خاصة وأن العملية التي تسبق الانتخابات تحتاج الى وقت ودعم لوجستي وأردف بأن مطالبة مناوي فوق المعقول ودعوة اللامعقول.
وسيلة ضغط
وفي ذات السياق أشار المحلل السياسي الدكتور راشد التجاني إلى أن تصريح مناوي يقرأ من زاويتين من ناحية أن هذا التصريح ليس بجديد، وهذا الخيار مطروح من فترة ومن أكثر من جهة ذكرت هذا الأمر اللجوء إلى انتخابات مبكرة كحل لأزمة عدم التوافق المسيطرة على الساحة السياسية السودانية بين الفرقاء السياسيين إذن يعتبر تكراراً لمقترحات سابقة.
وبحسب التجاني يقرأ التصريح أيضاً من ناحية كوسيلة ضغط للذين يعرقلون مسار التوافق من وجهة نظره للفترة الانتقالية كشارة منه إذا لم يحدث توافق الحل الذهاب الى الانتخابات المبكرة، لذلك تصبح المسألة حسابات في الربح والخسارة أن تواجه القوى السياسية بانتخابات مبكرة وعاجلة لا يوجد استعداد لها أما التوافق الى الحد الأدنى من التنازلات في الفترة الانتقالية من أجل الوصول الى الانتخابات بطريفة سهلة مريحة وبشروط مناسبة للكثير للقوى السياسية الموجودة الآن، وأضاف: حالة وضع اللاجئين والنازحين لديهم معالجات حتى يشاركوا في الانتخابات التي تحددها قواعد وقانون الانتخابات وطريقة التسجيل ووارد أن تقام انتخابات خارج السودان وحدثت كثير من التجارب للاجيئن التصويت خارج بلدانهم، وتابع: يمكن تكوين جسم مفوض مشترك بين الحكومة والحركات المسلحة الموقعة على السلام في معسكرات النزوح واللجوء يباشر تنظيم ورش توعوية لمشاركتهم في الانتخابات وجزم بأن هذه المطالبة التي يدعو لها مناوي وسيلة ضغط للقوى الممانعة للتوافق في الفترة الانتقالية لأنها سترى بتعنتها بعيدة من العمل السياسي والمشاركة في الانتخابات للوصول للسلطة.
ويقول التجاني في إفادته لـ(اليوم التالي) إن مناوي لا يقصد خلال تغريدنه مشاركة العسكر في الحكم عقب الانتخابات في التحول الديمقراطي وإنما بموافقة العسكر الذين يشاركون في حكم الفترة الانتقالية.
الصراع السياسي
بدوره قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين، مصعب محمد علي، في إفادته لـ(اليوم التالي): تقرأ تصريحات مناوي في سياق أنهم قد يطرحون خيار تقصير الفترة الانتقالية دون تمديدها لإنهاء حالة الصراع السياسي الموجودة الآن.
أيضاً هذا يشير إلى أن الفترة الانتقالية قد تنتهي بالانتخابات المعلن عنها في يوليو 2023م، وأن الشراكة لابد أن تحسمها ترتيبات انتخابية، وهذا يعني أن الفترة القادمة يجب أن تكون فقط متعلقة بالإعداد للانتخابات.
وبحسب مصعب فإنه من خلال التصريح أيضاً يطالب مناوي بأن يكون اللاجئون جزءاً من المشاورات بالإضافة للقوى السياسية والمدنية والعسكرية.
المصدر: اليوم التالي