خطيب عرفة وزيارة بايدن هل من ربط؟
من هو الشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى الذى تم تعيينه رسميا من قبل إدارة شؤون الحرمين الشريفين خطيبا ليوم عرفة؟ وما علاقة ذلك بالزيارة المرتقبة بعد أيام للرئيس جو بايدن للسعودية؟ ولماذا آثار تعيين الشيخ جدلا فى مواقع التواصل الاجتماعي؟
الشيخ السعودي محمد عبد الكريم العيسى ، الذى تم تعيينه خطيبا ليوم عرفة ، صاحب مواقف تطبيعية معروفة ، فهو من دعاة التقارب مع إسرائيل ، وممن يدافعون بقوة عن مقترح تواصل بلادهم مع الكيان الصهيونى صراحة ودون تخف ، وليس كما يدعو البعض لاقامة هذه العلاقات دون اعلان.
وهو الذى سبق له الظُهور في صلوات يهودية ، وأخرى هندوسيّة ، وهو الذى يقدم نفسه كشيخ وسطى.
ويرى البعض ان تعيين الشيخ محمد عبد الكريم العيسى خطيبا ليوم عرفة لم يات عن طريق الصدفة ، وإنما هى رسائل واضحة ارادت السعودية بثها إلى من يهمهم الامر ، فاولى الأسباب التى دعت إلى هذا الاختيار كون الرجل من المؤيدين صراحة وبقوة للتطبيع ، وهذه الرسالة التى جاءت متزامنة مع قرب زيارة الرئيس الأمريكى للسعودية ، كأنما ارادت ان تقول ان السعودية منفتحة على الهدف الذى يسعى بايدن لتحقيقه من الزيارة ، وقد صرح هو بذلك عندما أشار الى انه يهدف إلى اضفاء الوضع الطبيعى على اندماج إسرائيل فى المنطقة ، وان يشكل وجودها بين دول الإقليم أمرا عاديا ، وليس محل استغراب اى جهة ، وقد احتمل كثيرون ، بل فيهم من جزم بأن اختيار الشيخ العيسى ليس إلا قمعا لكل صوت يمكن أن يعترض على المجاهرة بالسير على طريق التطبيع.
وعلى الرغم من حملة الاعتراض القوية على تعيين الشيخ ، والدعوات المتصاعدة لإنزاله من على المنبر ، ووسط تواجد أمني سعودي مكثف خطب الشيخ محمد العيسى فى الناس يوم عرفة ، واعتلى المنبر وام المصلين ، مع وجود فتوى بعدم جواز الصلاة خلفه ، والقول الذى لقى رواجا عاليا قبل الحج بأن على الحجاج الصلاة فى خيامهم!
وأطلق نشطاء اسم “إمام المُطبّعين” على محمد العيسى ، وقال معلقون ان
اختيار العيسى لتقديم خطبة عرفة بعد صلاته مع الصهاينة وتقديمه على انه يمثل الاسلام المعتدل هذا كله تمهيدا للقاء القريب مع بايدن.
وقال أحدهم ان اختيار هذا الإمام هو رسالة تقول نحن مع البوذيين و الهندوس والصليبيين واليهود ، وهذا الأمام يمثلنا فعلا ، ونحن نعتقل سلمان العودة وآخرين ، ونسجن فلسطينيين لقربهم من حماس ، نحن في السعودية نعتبر المقاومة ارهابا ، ونسمح بمرور طائرات الصهاينة فى اجوائنا ، ونشجع البحرين والامارات على المضي قدما في علاقاتهم مع الاحتلال.
سليمان منصور