خاص:
لا يمكن القبول بالوضع الذى تمر به بلادنا من تشرذم ومواجهة شرسة بين تيارين يسعى كل منهما لالغاء الآخر وعدم القبول به ، والاصرار على التصعيد المستمر ، وصولا إلى. انسداد أفق الحل والقذف بالبلد ككل فى أتون المجهول ، والا فكيف يمكن فهم إصرار كل طرف على إلغاء الاخر وعدم القبول به كشريك ؟ هل هذا الا مضى بالوضع إلى مزيد من التازبم وإغلاقا لأى بوادر امل يمكن القول بأنها قد تسهم في الخروج من المأزق الذى دخلته البلد بالانقلاب المشؤوم صبيحة الخامس والعشرين من أكتوبر ، وإصرار جبهة الانقلاب على إزاحة المكون المدنى وتكريس سياسة الأمر الواقع .
مما لايختلف عليه اثنان أن الوضع الان قد بلغ حالة من السوء غير مسبوقة سواء فى المجال السياسى أو الامنى أو الاقتصادى ، ولابد من القول إن العناد لن يقود الا لمزيد من البؤس والعناء الذى يعيشه الشعب الصابر المضحى ،
والمراقب للاوضاع السودانية اليوم يشفق على البلد من المصير الذى يقودها اليه صراع السياسيين وهو بكل اسف قد يطيح بالوطن ككل لاسمح الله ، وحينها لن يجد هؤلاء الفاشلون وطنا يتصارعون من اجل الفوز بحكمه وإدارته والسيطرة عليه.
حتى يخرج البلد من اتون هذه الازمة الخانقة لابد من التواضع على ثوابت لايجوز ان تغيب وعلى رأسها استقلالية الثورة وأبعاد أى محاولات مشبوهة للسيطرة عليها وتوجيهها كما يفعل بعض ممن يسعون لممارسة الوصاية والتأثير فى مسيرة البلد عبر مختلف الوسائل وعلى رأسها أولئك الذين ارتبطت مصالحهم الخاصة بتأييد الأجنبى فى محاولة سرقة الثورة وتوجيه دفتها بمايخدم اعداء الشعب ، وليس الضغط نحو إتمام التطبيع مع العدو الصهيوني الا أحد أبرز مظاهر هذا التدخل من دول مطبعة ارتضت الذل والخضوع للاستكبار ومحاولة شرعنة الاعتراف باسرائيل .
ولابد أيضا من التأكيد الجازم على حق الشعب فى اختيار مصيره وبالتالى عدم القبول مطلقا بالانقلاب كوسيلة من وسائل تغييب إرادة الناس الذين خرجوا ضد البشير واطاحوا به وارتضوا نظام الحكم المدنى ، على الرغم من ذلك جاء الانقلاب المشؤوم ليوئد هذا الخيار الشعبى الواجب احترامه .
ويلزم أن يتوافق الجميع على أهمية النأى بالسودان من التقاطعات الإقليمية وصراع المصالح الذى يسعى السعودى والإماراتى إلى زج بلادنا فيه وما الاستمرار فى الانخراط القبيح والمستنكر فى العدوان على اليمن الا إحدى اسباب تأزيم وضعنا السياسى ، فليس من المقبول مطلقا الرضوخ لرغبات أطراف خارجية فى عدم انسحاب جنودنا من اليمن والحال أن قرار المشاركة فى تحالف العدوان على اليمن اتخذه الطاغية المخلوع ونظامه الفاسد ، ومن الأسى ان تستمر الثورة التى أطاحت بالبشير وسعت إلى كنس اثاره ونادت بالتغيير من الأسى أن تستمر حكومة الثورة فى العهد الانتقالى وبعد الانقلاب أن يستمر الجميع فى اقتفاء اثر الطاغية المخلوع ونظامه الفاسد فى العدوان على الشعب اليمنى الشقيق .
ليخرج الناس بالبلد إلى بر الأمان يجب العمل على تنفيذ العديد من الخطوات العاجلة ومنها ماذكرناه فى النقاط أعلاه
ولنا عودة
والله تعالى نسأله أن يجنب بلادنا سوء الحال والمآل.