خطر انتشار السلاح
ليس هناك أخطر على المجتمعات من انفراط عقد الامن وشيوع الفوضى فى البلد ، وتكبر الخشية من الوصول إلى هذه النتائج ان كانت الدولة ضعيفة او غائبة كما هو الحال عندنا فى السودان بكل اسف إذ انتشرت مؤخرا العصابات التى تهدد الناس وتسلبهم امنهم واستقرارهم ويصبح الخوف هو سيد الموقف ، ومن هنا نفهم ان إحدى النعم الكبرى التى يرفل فيها الكثيرون وتوجب عليهم الشكر فى كل حين نعمة الأمن والطمأنينة التى تجعل الناس تعيش بلا خوف ولا وجل.
وفى الايام الاخيرة للطاغية عمر البشير ، وفى هذا العهد الاغبر للسلطة الانقلابية الغاشمة راينا كيف ان بعض
العصابات والمتفلتين انشروا وارهبوا الناس ، واحالوا الحياة إلى جحيم ، وعرف الناس السلب والنهب جهارا نهارا ، وأحيانا أمام المارة ، وفى ظل غياب تام للأجهزة الرسمية ، بل وأحيانا كان المواطنون يبلغون الشرطة بالعدوان عليهم وتمكنهم من توقيف المجرمين لكن الشرطة تتباطا فى القبض على الجناة وردعهم ، – كما حدث اكثر من مرة وفى اكثر من مكان – ، مما جعل ثقة الناس فى الشرطة تهتز ، وايضا تجرئ هذه التصرفات المجرمين على ممارسة تجاوزاتهم .
ومن المخاطر التى تسهم فى نشر الفوضى والرعب فى المجتمع انتشار السلاح بيعا وشراء واستخداما دون ضبط ، ولا يخفى على احد ان مكافحة هذا الخطر من مهام الحكومة ولكنها بكل اسف لا تقوم بواجبها ولا تؤدى رسالتها فى هذا الجانب.
وقد قرأنا فى الايام الماضية انه تم ضبط مواطن يحتفظ بمنزله فى امبده البستان ببندقية كلاشنكوف وعدد 2 خزنة و 70 طلقة نارية اضافة إلى مسدس صوتي ،
وفى ام بدة الحارة 21 تم ضبط شخصين وفى حوزتهما ازياء عسكرية وعدد من المسدسات.
إن هذه المضبوطات توضح مدى الخطر الذى يتهدد المجتمع ، فتجارة البعض فى السلاح والشارات العسكرية تبين كيف انتشر السلاح وكيف عم هذا الخطر العديد من المناطق بكل اسف ، وهذا يفسر قيام بعض المجرمين بالاعتداء على الابرياء واشهار السلاح فى وجوههم ، وبعض هؤلاء المجرمين كانوا يرتدون شارات عسكرية ، وهذا جعل الناس تخلط بين المجرمين ومنتسبى القوى الامنية ، وهنا يلزم تدخل الدولة بقوة وحسم وحزم وردع اى متلاعب بامن الناس ومهدد لاستقرارهم.
سليمان منصور