خطر ابوظبي والرياض على ثورتنا
المعروف عن دولة الإمارات العربية المتحدة انها ذات طموح عال جدا ، وتتصرف بصورة اكبر كثيرا جدا من حجمها الطبيعي ، فنراها تسعى للسيطرة على موانئ فى العديد من المواقع ، فمن الصومال وجيبوتى واريتريا والسودان إلى المغرب وتونس وليبيا ، ناهيك عن اشتراكها فى العدوان المباشر على اليمن والسعى للسيطرة عليه.
وبعد الموانئ والمنافذ البحرية نراها تتدخل فى ليبيا ، وتقود العمل المباشر لإسقاط القذافى ، وتتصارع مع تركيا على الاراضى الليبية ، ولاننسى دورها فى محاولة الاطاحة بالرئيس التركي اردوغان ، ودعم التمرد عليه الذى كاد ان ينجح ويطيح بالرجل ، ونشير أيضا إلى دورها فى أزمات العراق وسوريا ولبنان.
ونعرف جميعنا كيف انها تدخلت بقوة فى المشكل السودانى ، وسعت جاهدة لإيجاد موطئ قدم لها فى البلد عبر الكثير جدا من الطرق والمحاولات ، فمن استضافتها الساسة السودانيين وسفرهم إليها بشكل متواصل ، وبعضهم بأوقات متقاربة ، هذا غير النشاط المستمر لسفيرها فى الخرطوم ، والحديث الذى لايعتبر سرا عن العربة المحملة بالاموال الطائلة التى تجوب العاصمة شرقا وغربا شمالا وجنوبا ، وتسعى لاستخدام هذا المال فى صناعة الموقف الذى تريده ابوظبى ، وكل شيئ بثمنه ، والحديث جهرة عن مراكز التجسس المنتشرة فى الخرطوم التابعة مباشرة للامارات ، والارتباط الوثيق بين المخابرات فى الإمارات والكيان الاسرائيلى وغير ذلك من التدخلات السافرة للامارات فى شؤوننا الداخلية ومحاولاتها المستمرة التاثير فى الساحة ، وان تمضى الامور كما هى.
ولا يمكن الحديث عن دور مشبوه للامارات فى بلدنا دون الإشارة إلى رجلها القوى والمثير للجدل زعيم الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو ” حميدتى ” الذى لايخفى ارتباطه بهذه الدولة ، ومن المهم هنا نقل ما قاله موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، الذى افاد إن قائد قوات الدعم السريع السودانية ، محمد حمدان دقلو، الشهير بـ”حميدتي” تمكن من “صناعة علاقات قوية مع السعوديين والإماراتى ين ، من خلال مشاركتهم في اليمن.
وأوضح الموقع ، في مقال لرئيس تحريره ديفيد هيرست، أن قوات “حميدتي” تشكل العمود الفقري للقوات السودانية ، التي تخوض معارك على الأرض مقابل الحوثيين.
ونقل الكاتب عن مصادر في الجيش السوداني، قولها إن “الإماراتيين يمولون حميدتي، ويزودونه بالأسلحة الثقيلة”.
وكان مركز بحثي إسرائيلي قد كشف قبل فترة عن وجود مخططات إماراتية سعودية، تهدف إلى تكليف نائب رئيس المجلس العسكري بالسودان “حميدتي” بدور رئيس الانقلاب العسكري بمصر عبد الفتاح السيسي.
واكد مركز “بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية” التابع لجامعة “باريلان” العبرية، أن الدولتين الخليجيتين تراهنان على دور حميدتى ، من أجل استعادة تجربة السيسي في مصر ، عندما أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي ، مشيرا إلى أن الرياض وأبو ظبي تركزان على الطموح السياسي لحميدتي ، كونه لن يسمح بانتقال السلطة إلى القوى المدنية السودانية بشكل كامل.
ولفت المركز في ورقته البحثية إلى أن وعي الجمهور السوداني لإمكانية تكرار التجربة المصرية ، يعرقل مخططات حميدتي والسعودية والإمارات ، منوها في الوقت ذاته إلى أن حميدتي والبرهان مرتبطان بعلاقات وثيقة بالرياض وأبوظبي ، نظرا لقيادتهما وإشرافهما على القوات السودانية التي تعمل ضمن التحالف الذي تقوده السعودية باليمن.
سليمان منصور