تتواصل الأحداث في تخوم مدينة الفاشر التي تشهد هجومًا مستمرًا وحصاراً دام لأسابيع. وتشهد مناطق الزرق وأروري وأمبار اشتباكات دامية بين الجيش السوداني والحركات المتحالفة معه من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى.
الهجمات تأتي في ظل مخاوف من مذابح دامية على غرار تلك التي حدثت في ولاية غرب دارفور العام الماضي، حيث قتلت الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها آلاف المدنيين في العاصمة الجنينة والمناطق المحيطة بها، كما اغتالت والي الولاية خميس أبكر، ومثلت بجثته.
وكان مجلس الأمن الدولي قد أصدر قرارًا الأسبوع الماضي يطالب قوات الدعم السريع بوقف حصار مدينة الفاشر، كما طالبجميع القوات التي تهدد المدنيين بالانسحاب من المدينة.
وعلى الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي إلا أن المعارك الضارية ما تزال قائمة في محيط مدينة الفاشر، وتنقل حسابات مناصرة للدعم السريع مقاطع مستمرة عن العمليات العسكرية في شمال دارفور، لا سيما مناطق أمبار وأروري القريبة من عاصمة الولاية.
واليوم، اتهم حاكم اقليم دارفور مني أركو مناوي الدعم السريع بحرق القرى في شمال دارفور. وقال إن هذه القوات وثقت حرق قرية “أروري” وفق تغريدة نشرها مع مقطع فيديو لعملية الهجوم والحرق.
وقال مناوي وفق تغريدة نشرها على منصة “أكس” اليوم الثلاثاء، إن الدعم السريع والدول الإقليمية والتنظيمات الراعية لها لم ينسحبوا من مسعاهم في استلام إقليم دارفور وتحويله “إمارة إلى لمن أبادوا أهلهم”.
وكان مناوي نشر مقطع فيديو قال إنه يعود إلى توثيق تصفية الدعم السريع المدنيين في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور الخاضعة لسيطرة هذه القوات، وقال إن التصفية تمت على أساس إثني. فيما لم ترد الدعم السريع على هذه الاتهامات.
وعاشت الفاشر طيلة الأسبوع الماضي عمليات عسكرية مستمرة وشنت الدعم السريع هجوماً هو الأعنف من نوعه نهاية الأسبوع الماضي، وقتل خلاله القائد علي يعقوب أحد مهندسي هجمات الدعم السريع على الفاشر.
ويقول الجيش إنه بالتحالف مع الحركات المسلحة تمكن من إبطال مفعول هجوم كبير على الفاشر، لكن ما تزال العمليات العسكرية مستمرة. وتعتبر تصريحات مناوي تحذيراً حيال تجدد المعارك في بعض قرى ولاية شمال كردفان.
وعلي يعقوب القائد في الدعم السريع الذي قتل الجمعة الماضية، فرضت عليه وزارة الخزانة الأميركية عقوبات الشهر الماضي لتورطه في التخطيط والهجوم على مدينة الفاشر، رفقة مدير العمليات في الدعم السريع عثمان حامد الشهير بعثمان عمليات. وقالت واشنطن إن الجنرالين في الدعم السريع عرضا حياة أكثر من مليون مدني في الفاشر إلى الخطر.
وتمكن المصلون من أداء صلاة عيد الأضحى الأحد الماضي في بعض شوارع الفاشر في ظل وضع أمني محفوف بالمخاطر نتيجة المخاوف من تجدد الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع.
وما تزال حركة النزوح مستمرة من الفاشر حسب شهادات مواطنين، وذلك جراء الوضع الملتهب في المدينة، ووجود مخاوف من هجوم جديد للدعم السريع.
المصدر: الترا سودان