علق الدكتور إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية وعميد كلية تجارة أسيوط الأسبق على أحداث السودان الدامية.
وقال مقلد: “البيانات والتقارير العسكرية التي تصدر طول الوقت عن قيادات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تبدو متضاربة بشدة مع بعضها، ولا تعكس حقيقة ما يحدث علي ارض الواقع من خسائر وانتكاسات لكلا الطرفين، وذلك علي العكس مما تحاول تصويره للراي العام داخل السودان وخارجه”.
وأضاف: “يبدو لي أن سيطرة أحد الطرفين على الأوضاع وإحكام قبضته عليها بصورة كاملة ما تزال بعيدة.. والأوضاع بشكل عام تبدو غامضة وملتبسة، والصورة بشكلها الحقيقي والنهائي لن تتضح قبل أيام من الآن.. وفي كل الأحوال، وسواء جرى حسم القتال الدائر حاليا بين الطرفين على هذا النحو أو ذاك، فإن الاحتمال الأرجح هو أن السودان سوف ينجرف رغما عنه إلى منزلق خطير من الفوضي والاضطراب وعدم الاستقرار.. وسوف تبقي الأوضاع فيه ساخنة ومتفجرة ولن تهدأ حدتها، بل أن أزماته السياسية قد تزداد سخونة وتعقيدا فوق ما كانت عليه قبل اندلاع هذا الاقتتال الداخلي المسلح الذي يعد الأخطر من نوعه في سنوات طويلة.. خاصة عندما يدور في العاصمة الخرطوم وعلى مشارفها.. وهي التي لم تشهد مثيلا له من قبل”.
وتابع المحلل: “ناهيك عن احتمال انفجار الصراع من جديد بين المدنيين والعسكريين حول مستقبل الحكم في السودان، وهو احتمال وارد ولا ينبغي تجاهله أو اغفاله حتى وإن كانت الأحداث الراهنة قد غطت عليه وحجبته مؤقتا عن الأنظار.. أقصد أن أقول إن المجتمع السوداني مشحون عن آخره بكل عوامل الانفجار وعدم الاستقرار.. ووقتها، لنا أن نتوقع كل شيء.. وما نشهده ونعيشه مع السودان حاليا هو في تصوري نقطة البداية في مسار طويل محفوف بالمخاطر والتحديات والأزمات لا يمكن التكهن بما سوف تكون عليه نهايته..وهذا هو أكثر ما يقلق ويخيف”.
المصدر: RT