توقع اللواء محمد عبد الواحد، الخبير الاستراتيجي المصري، أن تشهد منطقة الشرق الأوسط تصعيدا جراء الإجراءات العسكرية التي اتخذتها إسرائيل مؤخرا بعد ضرب القنصلية الإيرانية في سوريا.
وأجاب الخبير الاستراتيجي على سؤال لـRT، حول الإجراءات العسكرية واللوجستية التي اتخذتها إسرائيل في الآونة الأخيرة بعد استهداف القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية، دمشق، قائلا: “هناك بعض الأحداث خلال الفترة السابقة تؤشر على وجود تصعيد، ربما يحدث تصعيد خلال الفترة القادمة، الجبهة الشمالية مشتعلة، ضربات إسرائيلية شبه يومية داخل بيروت تخطت كل الخطوط الحمراء، والوصول إلى مدن بعينها تتجاوز تلك الخطوط الحمراء وتتجاوز قواعد الاشتباك”.
وأضاف أن “إسرائيل فرضت قواعد اشتباك جديدة في لبنان مع عدم الرد، ومحاولة “حزب الله” لامتصاص الغضب والاحتواء دون الرد هذا جزء، أما الجزء الثاني، العملية الإسرائيلية التي قامت بها بضرب القنصلية الإيرانية أو مبنى تابع للقنصلية الإيرانية هذا أيضا على الرغم من التصريح بأن الضربة لم تكن موجهة لهدف سياسي يمثل الدولة مثل السفير أو القنصل ولكن ضرب أهداف عسكرية، هذه العملية أيضا تؤشر على احتمال تصعيد يعتمد على ردة الفعل الإيرانية خلال الفترة القادمة، الكل منتظر هل إيران قادرة على أنها تقوم بردود فعل أم لا”.
وتابع: “هناك تصريحات إعلامية من قبل مسؤولين إيرانيين، يؤكدون فيها على أنه سيكون هناك رد فعل عنيف ضد إسرائيل لكن حتى الآن لم يحدث”.
وأشار إلى أن “إسرائيل متخوفة لهذا وبالتالي يجب أن تعد العدة وهي عملية حشد واستدعاء الاحتياط واستنفار أمني على الجبهة الشمالية لاحتمالات وجود رد فعل إيراني على هذا”.
وأردف: “إسرائيل تسعى لتنفيذ عمليات على الجبهة الشمالية، كما تريد أن تدخل في صراع مع إيران ولكن الولايات المتحدة تلجم هذه الدوافع الإسرائيلية لأن هناك قواعد اشتباك معروفة ما بين واشنطن وما بين طهران، هناك تفاهمات استخباراتية ما بين الطرفين على الحفاظ على قواعد الاشتباك بمعنى بألا يكون هناك ضربات داخل العمق الإيراني وألا يكون هناك ضربات إيرانية قوية وثقيلة للولايات المتحدة الأمريكية، وأن يكون الاشتباك من خلال الأذرع المسلحة لإيران في المنطقة”.
وقال: “بالتالي الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد أن تربك المنطقة، حيث إن إرباك المنطقة له تأثيرات مدمرة للمصالح الأمريكية في المنطقة، أولا واشنطن تريد هذه المنطقة أن تكون متوترة ولكن بدون تصعيد بمعنى أنها تقلل الاستثمارات أو الطموحات الصينية باستثمارات ضخمة في المنطقة وبالتالي تقوض الطموح الصيني في المنطقة فضلا عن أن الولايات المتحدة تحاول أن تقلل من التواجد الروسي في المنطقة فتستخدم إيران كأداة لتحقيق هذه الأهداف وفقا لإدارة الصراع بمعنى يجب أن تكون طهران منافس للدول العربية ودول الخليج”.
وأشار إلى أن “تواجد إيران والتوتر في المنطقة يمنع التواجد الصيني والروسي في المنطقة وبالتالي الولايات المتحدة الأمريكية دائما حريصة على أنها تحد من إسرائيل أو تحد الطموحات الإسرائيلية من عمليات مباشرة مع إيران، ورفع إسرائيل لحالة التأهب في حدود الجولان والحدود الشمالية هذا أمر وارد من خلال النظر على تاريخ إسرائيل بالكامل هو رفع حالة تأهب، وهو أمر ليس بجديد، بلد تعيش في حالة حرب متشككة في كل جيرانها بسبب عزلتها الدولية، فهذا أمر طبيعي، لكن رفع حالة التأهب خلال هذه الأيام يرجع إلى العملية التي ارتكبتها بجوار السفارة أو القنصلية الإيرانية في دمشق وتعهد دمشق بالرد”.
وأضاف أن “إسرائيل دائما كلما تقوم باغتيال أحد الشخصيات الإيرانية تقوم برفع حالة التأهب في الجيش، وهذا أمر معتاد، ربما يكون هناك رد إيراني”.
ونوه إلى أن الرد “قد يكون من خلال الأذرع المسلحة لإيران وليس من خلال إيران نفسها ومن الصعب أن يكون هناك ضربات مباشرة أو تخطي الحدود الحمراء”.
وقال الخبير: “إن إيران تعلم أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تدخل على خط المواجهة وستدعم إسرائيل تماما وبالتالي طهران حذرة من هذا”.
وختم عبد الواحد أن “إيران تأخذ وقتا في حساباتها وأن الضربة ستكون ضربة رمزية من خلال أذرعها وستصعد على الجبهات الأخرى خصوصا جبهة الحوثي، إذ ممكن من خلاله اشتباكات واسعة، وهي الجبهة التي فيها حرية شديدة جدا ومؤثرة دوليا على مستوى العالم، إيران قالت للعالم كلها إنها تستطيع أن تؤثر على العالم كله (حجم التجارة العالمي) وتستطيع أن تؤثر على (مصاريف التأمين) و”رفع أسعار السلع” في العالم كله وليس في منطقة”.
المصدر: RT