اعتبر العديد من الخبراء، أن إيران سجلت نقاطا عبر نجاحها في إدراج رفع العقوبات كأولوية في الوثائق التي ستشكل أساس المناقشات في الجولة المقبلة للمفاوضات حول الملف النووي في فيينا.
وفي تصريحات لوكالة “فرانس برس”، قال الخبير الإيراني في الشؤون السياسية حسين كناني مقدم: “في ختام الجلسة الأخيرة للمناقشات..هناك نصان..أحدهما بشأن العقوبات والآخر حول الأنشطة النووية..هذه خطوة مهمة بالفعل لأنه مع انسحاب الولايات المتحدة والعقوبات التي فرضتها كان الاتفاق متوقفا عمليا”.
وأضاف كناني مقدم :”الآن يمكننا القول إن الشروط الأولية توفرت لعودة للأميركيين إلى الاتفاقية”، حيث اختتم دبلوماسيون كبار من فرنسا وألمانيا وبريطانيا (إي3) خلال اجتماع مع نظرائهم الإيرانيين والصين والروس، جلسة المفاوضات السابعة، بعد أيام من المناقشات “الشاقة والمكثفة” بحسب طهران، ولم يحددوا موعدا جديدا، على أمل أن يجتمعوا مرة أخرى قبل بداية العام الجديد، فيما قال دبلوماسيون من الدول الأوروبية المشاركة إن “جميع شركاء إيران الآخرين مستعدون لمواصلة المناقشات” ، داعين الإيرانيين إلى “استئنافها بسرعة”.
ومن الجانب الإيراني، أشارت الخارجية الإيرانية إلى أن “توقف المباحثات تقرر بموافقة كل الأطراف، وأن الأطراف اتفقت على نصين جديدين”.
وأكمل: “وجهات نظر ايران أخذت في الاعتبار، وعلى أساسها يمكننا مواصلة المناقشات”، فيما دم كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري، النصين، على أنهما “نقاط إضافية” على ما تم التفاوض عليه من قبل أسلافه الإصلاحيين، في اتفاقية 2015.
وفي نفس السياق، أوضح حسين كناني مقدم قائلا: “يبدو أن الجمهورية الإسلامية تريد التوصل إلى نتيجة نهائية، سواء كانت الانسحاب النهائي أو العضوية الكاملة في خطة العمل الشاملة المشتركة، وفي كل الأحوال الهدف هو الخروج من هذا الوضع غير الواضح”، لافتا إلى أنه “لجعل الاتفاق المقبل دائما في مواجهة إسرائيل، التي تمتلك كما يعتقد بين ثمانين و300 رأس نووية، يجب على مجموعة “5+1″ (فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة والصين وروسيا وألمانيا) حماية إيران التي لا تمتلك أيا منها، وإلا يمكن أن ينهار الاتفاق في أي لحظة”.
من جهته، رأى الخبير الفرنسي في الشؤون الإيرانية، برنار هوركاد، أن المفاوضين الإيرانيين “نجحوا خلال هذه الجولة في إقناع محاوريهم بضرورة تسوية العقوبات كأولوية لأن ذلك سيمهد الطريق لتسوية تقنية للشق النووي”، معتبرا أن “إيران تدرك أن ميزان القوى يميل لمصلحتها لأنها الآن بلد عتبة، أي قادرة خلال فترة قصيرة، مثل ثلاثين دولة أخرى في العالم، على تصنيع قنبلة ذرية إذا أرادت ذلك. يمكنها تخصيب اليورانيوم عندما تشاء”.
ومن المقرر أن يصل مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك ساليفان، إلى إسرائيل، اليوم الثلاثاء، في زيارة ستتركز حسب مسؤولي البيت الأبيض، على المحادثات النووية.
المصدر: “فرانس برس”